المفتي العلم
محمد بن إسماعيل العمراني 

بعمر 99 عاماً قضى منها 80 عاماً فقيهاً مجتهداً وقاضياً ورِعاً وعلامة لا يبارى

عُرف طود اليمن بحضور العلمي والمعرفي وكان أحد جهابذة الفقه والإفتاء والعلم الشرعي.

 تتلمذ على يديه آلاف الطلبة وسمعه الملايين عبر الإذاعات والتلفزيونات

 أصبح مالئ الدنيا وشاغل الناس على بساطته وفكاهته المعروفة عنه

امتاز بقربه من الناس وتقريبه للمفاهيم العميقة بلغة بسيطة يفهمها كل من يسمعه أو يشاهده

ما عدا مليشيا الحوثي السلالية التي لا ترى وتسمع وتفهم إلا بعين إيران وفكر الخميني وترفض ما سوى ذلك

بعد انقلاب قال القاضي العمراني كلمته الشهيرة:
 "دخل الحوثي صنعاء بذنوبنا وسيخرج منها بذنوبه"

عزلت مليشيا الحوثي السلالية القاضي العمراني من منصبه كمفتٍ للجمهورية على مدى أربعة عقود

وعينت آخر من سلالتها، لشرعنة فسادها وجرائمها بحق اليمنيين

نهبت مكتبته العامرة والأثيرة إلى قلبه ونزعت كل أرففها وأتلفت كل ما فيها

ولم تعدها إليه رغم مناشدته المتكررة لهم بالإفراج عنها

في 201‪8
صعد خطيب حوثي إلى منبر الشيخ العمراني ليخطب الجمعة متهجماً لرفضه تأييد المليشيا

فطلب العمراني من أولاده إرجاعه لمنزله بكلمة القاصي والداني
"خلاص روحوني بيتي"

كانت آخر وصية وجهها القاضي العمراني لليمنيين أن يكونوا أحراراً وأن يتركوا الحزبية المقيتة

وحينما رحل إلى بارئه رافضاً تبعيتها أو دعمها حتى بكلمة واحدة 

 لم تستطع المليشيا الحوثية كتم غيظها وحقدها على القاضي العمراني 

فبدأت بقطع الطرقات داخل العاصمة صنعاء لمنع الناس من التوافد للتشييع

لكنها عجزت أمام الزخم الكبير للجماهير المحتشدة بمئات الآلاف 

فلجأت إلى منع أهل العمراني ومحبيه عن دفنه كما كانت وصيته وأجبرتهم على دفنه في مقبرة أخرى
 
وسخرت أتباعها للانتقام من الميت في قبره الحي في قلوب اليمنيين 

انتقد القيادي السلالي عبد السلام المتوكل القاضي العمراني لعدم وقوفه مع المليشيا الحوثي

وقارن بينه وبين الهالك حسين الحوثي وبين كتب الأول وملازم الأخير

وكتب الشاعر الحوثي الجرموزي ساخراً ومستهزءاً بالعلامة العمراني ليكشف عن موقف الحوثيين منه

ومع ذلك فقد قال الشعب كلمته في حب مفتي اليمن وعلامتها الكبير

وللتاريخ كلمته الساطعة:

سيفنى الحوثيين كما فُني أسلافهم الأئممة الظالمين 
وسيبقى العمراني خالداً معظماً كالشوكاني والمقبلي وابن الأمير الصنعاني.