2021/10/06
بائعات المشاقر من نساء "الأزد" في تهامه

هذه وجوه الأمهات في تهامة اليمنية،  الأم إذ تظلل رأسها من الشمس، وتذهب إلى الوادي..بعضهن إلى السوق نهاية الاسبوع لبيع الكباش.

تنظر بعيداً ، وتحت "الظُلّة"، تعتمر "المَدة": قطعة مخصوصة طويلة من القماش، بلونيها الأحمر الغامق والقرنفلي، ثم تلفها باليد وتنسقها على الرأس بشكل متقن.. ومن مسافة يلمع قُرط الذهب أسفل الأذنين.

يا لهذا الجمال المسكون بالعناد الهادئ المطبوع بالثقة والوقار..!

هذا هو وجه بائعات المشاقرالتي صادفها أمين الريحاني في سوق "عبال" سنة 1920، وكتب عنهن بافتتان الرحّال والأديب.

عن الطيبة والكرم والأصالة، وعن رائحة المشاقر، الملفوف على الكاذي والمدهون بعروق "الوالة" الترابية، التي تنبعث منه رائحة تفوق رائحة العطور الفرنسية، طبقاً لكتاب ملوك العرب، عندما مر أمين الريحاني وصديقه قسطنطين، بـ"عُبال" نازلَين من صنعاء، مروراً على باجل، وصولاً الى الحديدة.

"وعُبال" سوق، في أرض قبيلة القُحرى (بضم القاف وليس بفتحها): القبيلة العربية الأصيلة التي تمتد من سفوح جبال حراز شرقاً إلى البحر الأحمر غرباً.. القبيلة التي احتجزت "جاكوب" موفد ملك بريطانيا جورج الخامس ، الى الإمام يحيى، وهددت المملكة المتحدة بمحو "القحرى" من الوجود..

وفي السوق، الذي موعده "الأحد"، ترتص بائعات المشاقر، من النساء العاقلات الحاذقات، اللاتي يتناقلن هذه المهنة، عبر أجيال بعيدة من الأمهات: مهنة زراعة شجيرات "الحبق، والورد، والزنبق، والكاذي، والوالة، والبياض، واللزّاب، ثم إن قلب الكاذية، المغروس وسط المشقر، تفوح رائحته وتزكو عندما يُرش بمسحوق حبوب الهيل المعدّل..

تأتي بائعات المشاقر، من ارياف قبيلة القحرى، ويطفن على اسواق تهامة القريبة طيلة ايام الاسبوع : عبال ، باجل، الزهرة، والقطيع..

ومن "عُبال"، يعود الرعية المتسوقون، للزوجات بالمشاقر المذهلة كهدايا : مشاقر "عُبال" التي تفوح رائحتها من مسافة.. رائحتها التي تصل اولاً، لا تختفي ابداً، بل عندما ييبس، تلفه المرأة داخل هذه المشدة ، التي ترونها ، وتخفيه أسفل الراس ، أو داخل رداء وسجادة الصلاة..

...والأب المجرّب يناول إبنه المتزوج قريبا، ويهمس في أذنه:" هذه المشاقر تقوي الشهوة".

سلام الله على نساء "الأزد" من تهامة اليمن...

 

 

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news297048.html