2022/01/08
بعد 125 يوم زواج.. أغرب حالة طلاق عربياً

سجلت مدينة اللاذقية السورية إحدى أغرب حالات طلاق حصلت في سوريا حيث كشف القاضي الشرعي الأول في اللاذقية، أحمد قيراطة، عن تسجيل حالة طلاق خارجة عن المألوف في المحافظة، وذلك بعد تسجيل الزوجة شرط أحقيتها في تطليق نفسها ضمن أحد صكوك الزواج المسجلة لدى المحكمة.

وأوضح قيراطة في تصريحات نقلتها صحيفة “الوطن” المحلية أن: “هناك شروطا خاصة يمكن تضمينها لصك الزواج، حيث يستطيع طرفا العقد وضع ما يريدون من شروط، لكن دائما لا يتم ذكر أي شروط خاصة، إلا في مرة واحدة حيث قامت المخطوبة بتضمين صك الزواج شرطا خاصا هو أن تطلق نفسها بنفسها عندما تريد ذلك”.

أغرب حالة طلاق في سوريا .. الزوجة طلقت نفسها


وأكد قيراطة أن الزوجة أقدمت فعلا على تطليق نفسها بعد 125 يوم من تسجيل عقد الزواج. مشيرا إلى أن المهر في صك الزواج الذي أنهته الزوجة كان 10 ملايين معجل غير مقبوض و10 ملايين مؤجل غير مقبوض.

وأكد قيراطة ارتفاع معدلات الطلاق في سوريا خلال السنوات الأخيرة، مرجعا أسبابا إلى “غياب الزوج أو فقدانه والتراجع الأخلاقي في المجتمع، والتفسخ الاجتماعي، وغلاء المعيشة، كل ذلك له تأثير في زيادة حالات طلاق تحصل اليوم في سوريا” حسب قوله.

حالات الطلاق وارتفاع معدلات الجرائم
وربط القاضي الشرعي بين ارتفاع معدلات الجرائم وزيادة حالات الطلاق في سوريا. وحول ذلك أضاف: «أغلب المجرمين هم من المطلقين، أو أبناء والدين مطلقين في حالات كثيرة

وانتشار الإنترنت وتغلغل الغيرة بين النساء في تقليد بعضهن البعض، في وقت تكون ظروفهن المادية غير متماثلة والغيرة والمطالبة بالمساواة والمثل وتقليد الأكثر فقرا للأغنى قد يسبب عجزا وإحباطا للزوج وبالنتيجة يؤدي ذلك إلى الطلاق».

وحول تسجيله لأعلى مهر في محافظة اللاذقية، وانشغال السوريين بهذا الخبر خلال الأيام الماضية، أوضح قيراطة أن الشاب الذي سجل على نفسه مهر قدره مهر غير مقبوض قدره 100 مليار ليرة ومعجل غير مقبوض قدره 100 مليار ليرة سورية، هو شخص عادي وليس من المشهورين أو الأغنياء.

وأردف قائلا: «هو شاب عمره 26، وخطيبته لم تطلب منه هذا المبلغ، إنما سجله تعبيرا عن حبه ووفائه لها. ويرى الخاطب أن هذا المبلغ زهيد تجاه حبه لمخطوبته. ناقشته وحاولت ثنيه عن تسجيل هذا الرقم المهول إلا أنه أصر وبكل قناعة وهذا أمر لا دخل للمحكمة به ونحن لا نؤيد مثل هذه المهور».

وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، انشغل السوريون بخبر تسجيل محافظة اللاذقية أعلى مهر لعقد زواج في تاريخ المحافظة، الخبر الذي فتح قضية المهور من جديد بين من يرى أنها من حق الزوجة لضمان حقوقها الاقتصادية، وبين من يراه وسيلة لـ “استعباد الزوجة” وفرض السلطة الذكورية عليها.

المهر وحقوق المرأة!
وأصبحت قضية المهور من القضايا الشائكة مؤخرا، مع بروز قضايا حقوق المرأة، من جهة ومطالبة بعض الأهالي بمهور عالية جدا لقاء قبولهم بـ“العريس” الذي يتقدم بطلب زواج ابنتهم.

“المرأة التي مهرها دجاجة.. طلاقها كش“، هذا مثل متداول في المجتمع السوري ودول أخرى من بلاد الشام. ويقصد به المرأة التي لا تطلب مهرا أو مهرها قليل، لا يتمسك بها الزوج ويطلقها دون أن يرمش له جفن. كما يطلق عليها العديد من الصفات والأحكام، مثل “رخيصة، معيوبة، ربما مصابة بمرض ما، ليس لها أهل، أصلها غير معروف، مطلقة وأرملة“.

وذكر أحد تقارير قسم المرأة في “الحل نت“: «هل يعني هذا أن المرأة في نظر المجتمع سلعة؟ يرتفع وينخفض سعرها بحسب مميزاتها! هل هذا الأمر يدفع بعض الرجال أو العائلات بالتباهي بالمهر الذي دفعوه مقابل الزواج من امرأة ما؟ أو يجعل امرأة تتفاخر بين النساء بقيمة مهرها؟».

المهر شرعا.. هدية أم فرض
المهر لغة: هو ما يلتزم الزوج بأدائه إلى زوجته حين يتم زواجه بها، بحسب ما جاء في معجم الوجيز.

ويسمى بحسب الرأي الشرعي في الدين الإسلامي “صداقا” وهو مبلغ من المال يدفعه الرجل للمرأة التي يرغب بالزواج منها. وفسره رجال الدين أنه يحفظ حق المرأة ويكسبها مكانة عالية لدى الرجل.

الباحث الإسلامي التنويري أحمد الرمح، عرفه في لقاء سابق مع “الحل نت”، بأنه «المسمى القانوني والشرعي للمال الذي تستحقه المرأة بعقد الزوج، ولكنه أكد أنه ليس شرطا من شروط الزواج ولا ركنا من أركانه، ويجوز العقد من دون تسمية مهر أو استلامه».

وفلسفة الإسلام في مسألة المهر كما تحدث عنها الرمح، باعتباره رمزا أو هدية يقدمها الرجل في الزواج وليس واجبا. وبيّن، أن هذا الزواج هو مشروع إنساني قائم على المودة والرحمة والمشاركة في كل مسائل الحياة. مؤكدا أن هذه الأمور لا تقدر بمقابل مادي.

ويتأثر مفهوم المهر والزواج والعلاقات بثقافة الشركاء ومستوى وعيهم وتطورهم الفكري. بالتوازي مع التغيير والحداثة في زمن حقوق الإنسان والمطالبة بالمساواة والعدالة بين الجنسين. مما يتطلب من المجتمعات أن تكون أكثر انفتاحا.

لاسيما، أن المرأة في العصور السابقة كانت تعتمد على إعالة الرجل لها. بينما الآن تعمل وتكسب قوتها بنفسها وتعيل أسرتها وتشارك الرجل في أعباء الحياة المادية.
 

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news300897.html