2015/11/09
النسيج الإجتماعي .. أوهن من بيت العنكبوت .!!
بـ قلــــم/ محمد السلطاني
بعد َأن كان مجتمعنا أشبه بـ متوازي الأضلاع .. حتى أصبح بلا أضلاع أصلاً ، فـ مفارقات الحال و الواقع تثبت و تبرهن بـ ذلك .. و كأن المجتمع اليمني قد أصيب بـ العين ، و العين حق .. المفارقات طويلة ، و لا يمكن أن تُعد ، أبرزها ما سـ نتلوه عليكم ، من مخيلة عقل يعيش في واقع طعـــمه شديد المرارة ..! *شخص أصيب بـ شظية في رأسه جراء سقوط صاروخ كاتوشا على منزله .. لـ يتوفى إثر ذلگ !! *و شخص آخر متقدم بالسن و مُصاب بـ مرض السكر ، طاح في "سُلم" منزله ، بسبب الظلام الدامس ، و عدم توفر المشتقات النفطية ، لـ يُصاب بكسور و جروح كبيرة .. لـ يتوفى إثر ذلګ !! *طفلٌ في العاشرةِ من عُمرهِ ، كان لـ منزلهِ أن يقع بـ القُرب من موقع عسكري ، لـ يصاب المنزل بشظايا جهنمية ، ناتجة عن غارات لـ التحالف ، الأمر الذى نتج عن وفاة الطفل ، بعد أن أصيب بـ جروح بالغة !! *فيما طفل آخر في العاشرة أيضا .. يحمل سلاحاً متطورا ، قد يكون يكبرهُ في الحجم ، تكسو ذلك الطفل معنويات قتالية مرتفعة ، و تعبئات طائفية و مذهبية خاطئة .. يسعى الطفل لـ الجهاد -وفي هذا السن- يُزعم أنه بـ عملهِ هذا ينصر الله و دينه ، و يعلي رايته ، في حين هو لا يعرف ذاك الطرف المعادِ جيداً ، سوى أنهم أعداء الله ، و دواعش و تكفيريين ، و مرتزقة .. و تسميات كثيرة و متعددة ، قد لا يكون عارفاً بـ معانيها ، إن لم يكن يستطع إجادة نُطقها !!.. كل تلڪ المعتقدات و المعنويات .. كانت بسبب التعبئة العمياء ، و التربية التمجيدية ، و الجهل ... حتى يقولون معلموه في إعلامهم ، إن لم يرموا جثامينهِ لـ الكلاب أرضاً : أُستشهد عصفور الجنة الطفل .. ذو العشر سنوات ، حيث كان بطلاً مغواراً و رمزاً للحرية و الشرف ، فـ قدم دمهِ و روحهِ فداءاً لـ هذا الوطن الغالي و المسيرة القرآنية ، و رفضاً لـ الإحتلال الأمريكي الإسرائيلي ..!!!!! نعم .. هو عصفور الجنة ، كـ ونه طفل لا يكاد يعرف الصحيح من الخطأ ! *شخصٌ تراه يقفز يميناً و شمالاً ، و يرفع يداته عالياً لـ يعصف بصفقاتهما أرجاء المجلس ، فازعاً بـ بوقهِ المشحوب زغاريد الفرح و السرور .. مردداً كلمات مُلحنة يقال عنها زوامل الإنتصار !! كل ذلك و أكثر حدث عندما كان الشخص منغرقاً بـ أعلاف و جذور القات من جهه ، و أواني معدنية و زجاجية مشكلة ، و أكياس و قراطيس مبعثرة هنا و هناك ، بداخلها دقيقاً أبيض يُقال عنه البردقان! حينها كان يشاهد صور المذيعات في قنوات التلفاز ، لـ يتوقف عامداً عند محطة يقال أنها تحمل إسم "العالم" ، لـ يصادفه خبر عن مقتل العشرات من الدواعش -اليمنيين- على أيدي الجيش و الجان الشعبية !! *شخص آخر .. يتكأ جالساً على سجادة ، كما تزغــرد شفتاه بـ الإستغفار ، يتربع مصحفاً صغيراً في جيب ثوبه الأعلى ، فيما تحملُ إحدى يداتهِ مسبحة حمراء ، حيث تحيط إصابعهُ بـ مسوكاً في اليد الأُخرى .. حينها وقفت سيارة بـ جانب منزله ، و كان صوت الراديو عالياً .. وقتها كان المذيع يقرأ عناوين الأخبار ، مبتدءاً و منتهياً بـ القتل و القتل فقط .. حيث ذكر خبر مقتل عشرات المدنيين بينهم نساء و أطفال جراء غارات لـ التحالف إستهدفت عدة منازل في صعدة .. لـ يصرخ ذاك "صاحب الثوب الأبيض و المسواك" ضاحكاً بصوت عالٍ جداًً .. و قائلاً بـ صوت متدنِ : "و الله ما يقتلوا المدنيين ، و أين في بـ صعدة أطفال و نساء ، و الله ما في إلا أنتم ، يبيدوكم يااا مجوس " ، كما ظهر عليه الفرح و السرور عندما سمع في التفاصيل ، عن تدمــير كامل لـ أحد المعسكراتً اليمنية !! و فجأة طــفأ الراديو .. لـإن بطارية السيارة خلصت ! فـ إستأنف صاحب الثوب إستغفاره ، لـ يسمع نغمة التحذير من تلفونه بـ ضعف البطارية .. !! *أمٌ تبكي ليل نهار ، أنيــنها يشرخ كل جبهات الشجاعة ، فقــــدت ولدها ، حيث ودعها صباحاً ، ذهب إلى عمله ماشياً على قدميه ، لـ يعودوا حاملينه قبل المساء إلى أمه ِ ، بعد أن فارق الحياة ، متأثراً برصاصات غادرة إستقرت في صدره . *و أمٌ أخرى تتبرع بـ ذهبها و حليها لـ ما يسمى بالمجاهدين ، كما تصنع الكيك و الكعك و بنت الجن* لـهم .. يرافق كل ذلك سماعها و على مدار اليوم أهازيج و موالات مجاهيدها ، مفتخرة ومتحمسة بها !!. وقتها أيقنت أن نسيجنا الإجتماعي قد فر هارباً ، على متن دارجة نارية تعمل بـ الغاز ، تاركاً لنا إحدى صحة ماء باردة شملان في قلعة القاهرة ..!! عندئذ أحسست أنا بـ العطش ، فـ أخذت صحة الماء الموجودة أمامي فشربت .. فوجدته حاراً .. توقفت !! لكن لم أعد أستطيع الكتابة ، لقد توقف الخيال ، كما توقف السهم الذهبي في كرش !! #حفظ_الله_اليمن #اليمن_أصابوها_عين
تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com -
رابط الخبر: https://bawabatii.net/news30541.html