كشفت مصادر عسكرية عن هوية القيادي الحوثي الذي استُهدف منزله في مديرية شعوب شمالي العاصمة صنعاء، التي تخضع لسيطرة المليشيا الحوثية، بغارة جوية أمريكية مساء الأحد.

وأوضحت المصادر أن القيادي هو صالح علي السهيلي، أحد أبرز المشرفين العسكريين في الجماعة، والمقرّب من مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي.

ويشغل السهيلي منصباً قيادياً في إدارة التحشيد والتجنيد داخل الجماعة، إذ يقود عمليات استقطاب أبناء القبائل والمغرر بهم، ومن بينهم نجله "محمد" الذي قُتل في إحدى الجبهات. كما اضطلع السهيلي على مدى سنوات بعدة مهام عسكرية وأمنية حساسة.

الغارة الأمريكية استهدفت مبنى سكنياً في حي شعوب يُستخدم كمخبأ لتخزين معدات عسكرية وذخائر تابعة للمليشيا، بحسب المصادر.

وتزامنت مع غارة أخرى طالت منزلاً كان يحتضن اجتماعاً لقيادات حوثية بارزة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، بينهم أفراد من أسرة السهيلي ومدنيون في المنازل المجاورة.

وتشير المعلومات إلى أن السهيلي أُصيب بجروح خطيرة، نُقل على إثرها مع زوجته إلى العناية المركزة في أحد مستشفيات صنعاء، في حين لم تصدر الجماعة أي بيان رسمي بشأن حالته.

المصادر أكدت أن المليشيا باتت تعقد اجتماعاتها داخل أحياء مكتظة بالسكان في محاولة لكسب التعاطف الشعبي عند استهدافها، معتبرة أن هذا الأسلوب عرّض المدنيين للخطر.

ويُعرف السهيلي بكونه أحد أكثر قيادات الحوثي نشاطاً في مجال التعبئة والتجنيد، بالإضافة إلى اتهامات بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين، منها القتل والاختطاف والنهب.

وقد انخرط السهيلي مبكراً في صفوف الجماعة منذ الحرب الأولى ضد الدولة اليمنية في 2004، وتدرج في المناصب حتى أصبح أحد قادة "الأمن الوقائي" التابع مباشرة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، وتسلّم رتبة "عميد" بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء عام 2014.

كما يُنسب إليه استضافة السفير الإيراني السابق لدى الحوثيين، حسن إيرلو، ما يؤكد عمق صلاته بالقيادة الإيرانية وتأثيره داخل هيكل الجماعة السياسي والعسكري.

وأكد شهود عيان تحليق طائرات مسيّرة أمريكية فوق سماء شعوب قبل ساعات من الغارة، مما يعزز فرضية وجود مراقبة استخباراتية دقيقة لتحركات القيادات الحوثية.