2025/04/08
تقنية واعدة لعلاج العقم الذكري

 

يُجري العلماء تجارب على تقنية مبتكرة لعلاج العقم الذكري الناتج عن انعدام الحيوانات المنوية (Azoospermia)، وهي حالة يعاني فيها المريض من غياب تام للنطاف في السائل المنوي.

تعتمد الطريقة الجديدة على استخدام الخلايا الجذعية المنتجة للحيوانات المنوية (SSC) والمستخرجة من أنسجة الخصية. وتعد هذه الخلايا القادرة على التحول إلى حيوانات منوية ناضجة عند البلوغ، بفضل تأثير هرمون التستوستيرون، بمثابة أمل جديد للرجال المصابين بهذه الحالة المعقدة.

تبدأ التقنية باستخلاص الخلايا الجذعية من أنسجة الخصية وتجميدها، ثم إعادة زراعتها لاحقاً في شبكة أنابيب الخصية (rete testis) باستخدام إبرة دقيقة موجهة بالموجات فوق الصوتية.

وفي سابقة علمية، تم تطبيق هذه التقنية على شاب في العشرينات من عمره كان قد فقد خلاياه الجذعية بسبب العلاج الكيماوي الذي تلقاه في طفولته لعلاج سرطان العظام. وأظهرت الفحوصات الأولية نتائج مشجعة، مثل سلامة أنسجة الخصية ووجود مستويات هرمونية طبيعية، لكن لم يتم حتى الآن رصد وجود حيوانات منوية في السائل المنوي، وهو ما يعزوه الباحثون إلى محدودية عدد الخلايا المزروعة.

في حال لم تنجح هذه التجربة، تُطرح بدائل مثل استخراج الحيوانات المنوية جراحياً، أو استخدام أنظمة متقدمة مثل STAR، الذي يوظف الذكاء الاصطناعي والروبوتات لتحديد وجود حيوانات منوية حتى في العينات النادرة جداً.

رغم التفاؤل، لا تزال هناك مخاوف طبية وأخلاقية، منها احتمال نقل طفرات سرطانية عبر الخلايا المزروعة أو حدوث استجابات مناعية من الجسم. كما يثير الموضوع أسئلة حول حق الأطفال في اتخاذ قرارات تتعلق بتجميد خلاياهم الجذعية لاستخدامها لاحقاً في الإنجاب.

وأعربت الدكتورة لورا جيميل، أخصائية الغدد الصماء التناسلية بجامعة كولومبيا، عن تفاؤلها المشوب بالحذر قائلة: "نجحنا سابقاً في إعادة زراعة أنسجة مبيض لنساء تلقين علاجاً للسرطان، ونحن الآن نحاول توفير الفرصة ذاتها للذكور، لكننا لا نزال في بداية الطريق".

ويؤكد الخبراء أن هذه التقنية لم تصل بعد إلى مرحلة الاعتماد الروتيني، بل تحتاج إلى مزيد من البحث والتجارب السريرية لضمان أمانها وفعاليتها. وحتى ذلك الحين، يُنصح المرضى بالتشاور مع الأطباء المختصين لمتابعة أحدث المستجدات في هذا المجال.

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news324833.html