2025/04/08
برنامج سعودي يحوّل طريق في اليمن من فخٍ مميت إلى شريانٍ نابض بالحياة

لطالما شكّل طريق العبر في اليمن خطرًا داهمًا للمسافرين، بعدما ظل لعقود مهملًا ويفتقر لأبسط معايير السلامة. فقد كان هذا الطريق الحيوي، الذي يربط بين محافظات مأرب، شبوة، وحضرموت، مسرحًا لحوادث مأساوية أودت بحياة العشرات وأصابت المئات، في ظل غياب الصيانة والخدمات الأساسية.

في عام 2018 وحده، أسفرت الحوادث على هذا الطريق عن وفاة 105 أشخاص وإصابة نحو 800 آخرين، في وقت تفتقر فيه المنطقة لأي مرافق طبية أو خدمات طوارئ، ما ضاعف من معاناة المسافرين، لا سيما أولئك القادمين من المملكة العربية السعودية عبر منفذ الوديعة البري أو مطار سيئون الدولي.

إلا أن هذه الصورة القاتمة بدأت تتبدد، مع إطلاق البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن مشروعًا شاملاً لإعادة تأهيل طريق العبر. فقد أُنجزت المرحلة الأولى من المشروع في مايو 2024، بطول 50 كيلومترًا من منطقة الضويبي إلى العبر بمحافظة حضرموت، وشملت توسعة الطريق، إعادة رصفه، تركيب وسائل السلامة المرورية، وتحسين الملاحة وفق المعايير الدولية.

المرحلة الثانية من المشروع انطلقت بالفعل، وتشمل 40 كيلومترًا إضافية من منطقة غويربان إلى الضويبي، ضمن خطة متكاملة لتطوير الطريق الذي وصفه السفير محمد سعيد آل جابر، المشرف العام على البرنامج، بـ"طريق الحياة"، لما له من أهمية استراتيجية في ربط اليمن بالسعودية، وتعزيز الحركة التجارية والإنسانية.

ويقدّر البرنامج أن أكثر من 11 مليون يمني سيستفيدون من هذا الطريق، في ظل الاعتماد الكبير عليه لغياب طرق بديلة. ويأتي المشروع ضمن جهود أوسع للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، الذي نفّذ حتى الآن 264 مشروعًا في ثمانية قطاعات حيوية تشمل التعليم، الصحة، المياه، الطاقة، النقل، الزراعة، دعم قدرات الحكومة، والبرامج التنموية في 16 محافظة.

كما يشمل دعم قطاع النقل تنفيذ أكثر من 30 مشروعًا لتأهيل الطرق، تطوير المعابر الحدودية، تحسين المطارات، والموانئ، في خطوة تهدف إلى تعزيز السلامة، تسهيل الوصول إلى الخدمات، وتدعيم الروابط الاقتصادية والاجتماعية داخل اليمن.

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news324865.html