في مقال أثار الكثير من علامات التعجب، نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالًا لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بدا فيه وكأن طهران تقدم غصن الزيتون بيد، وتحمل عصا المقاومة باليد الأخرى، بينما تصف دونالد ترامب – بكل جدية – بـ"رئيس السلام".

عراقجي كتب: "خلال الأسابيع الأخيرة، تبادلنا رسائل واتصالات مع الولايات المتحدة، وهذه الخطوات لم تكن رمزية من جانبنا، بل محاولة حقيقية لفتح نافذة على الدبلوماسية". نافذة، على ما يبدو، تطل على أجواء مشحونة ومليئة بالشكوك!

وأوضح أن إيران ستشارك في محادثات غير مباشرة في سلطنة عُمان، مشيرًا إلى أن اللقاء يمثل "فرصة واختبارًا في آنٍ واحد"، مضيفًا أن التفاوض ليس مناورة أو ترفًا أيديولوجيًا، بل "خيار استراتيجي قائم على الخبرة" – تجربة السنوات السابقة على ما يبدو لم تُنسَ بسهولة.

وفيما يشبه العتاب الدبلوماسي، أكد عراقجي أن طهران "تواجه جدارًا من انعدام الثقة"، زادت سماكته بإصرار واشنطن على سياسة "الضغط الأقصى" قبل الجلوس إلى طاولة الحوار. ومع ذلك، يرى أن لا مفر من فهم حقيقة أساسية: "لا يوجد خيار عسكري، ولا حل عسكري، والرئيس الأميركي يعرف ذلك"، وفق تعبيره.

الوزير الإيراني أعاد التأكيد على أن باب التفاوض لا يزال مفتوحًا، بشرط وجود "إرادة حقيقية"، معتبرًا أن الدبلوماسية أثبتت جدواها، وإذا كانت الولايات المتحدة "جادة"، فعليها أن تُظهر ذلك بالتزامات فعلية.

وختم عراقجي مقاله بتحذير ناعم ولطيف بنكهة فارسية: "إذا كان الهدف هو فرض الإرادة عبر الضغط، فالشعب الإيراني سيرد موحدًا وبحزم". أما إذا اختارت واشنطن طريق الحوار، فإن "فرصة وجود رئيس سلام" ما تزال قائمة… فهل تلتقط أميركا الغزل الإيراني قبل أن تُسحب الوردة؟