2025/04/12
ترسانة في الظل... من يُصنّع أسلحة الحوثيين حقًا؟

في تقرير جديد سلّط الضوء على الأبعاد الخفية للصراع في اليمن، كشف المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) تفاصيل مثيرة حول ترسانة جماعة الحوثي من الصواريخ والطائرات بدون طيار، متسائلًا عن مدى اعتمادها على التصنيع المحلي مقارنة بالدعم الإيراني المباشر.

وأشار التقرير إلى أن تركيبة الأسلحة التي يستخدمها الحوثيون، لا سيما في هجماتهم الأخيرة على إسرائيل والسفن في البحر الأحمر، تُظهر نمطًا واضحًا من العلاقة المادية مع إيران، التي يُعتقد أنها تنقل تقنيات ومعدات متطورة تُستخدم إما في الإنتاج المحلي داخل اليمن أو تُرسل جاهزة للاستخدام.

وأكد المعهد أن تحقيقات الأمم المتحدة في بقايا الصواريخ ومواد الوقود المُصادرة، تُقدّم أدلة دامغة على قيام إيران بنقل تكنولوجيا تصنيع الصواريخ إلى الحوثيين، وهو ما يعزز الاتهامات الغربية لطهران باستخدام الحوثيين كذراع إقليمي.

ومع ذلك، أشار التقرير إلى أن تعقيد بعض الأسلحة المستخدمة، مثل الصواريخ الباليستية متوسطة المدى من طراز "فلسطين 1 و2" و"ذو الفقار"، يجعل من شبه المؤكد أنها إيرانية المنشأ بالكامل، إذ يتعذر تصنيعها محليًا في ظل غياب البنية التحتية المتقدمة.

أما فيما يخص الطائرات بدون طيار، فيبدو أن الحوثيين يمتلكون قدرات أكبر على التصنيع محليًا، خاصة في الطرز البسيطة مثل "صماد 3"، التي تُظهر مؤشرات على الإنتاج اليمني الجزئي، رغم استمرار اعتمادهم على مكونات أساسية مستوردة، بعضها تجاري، وبعضها قادم مباشرة من إيران.

ويُرجّح التقرير أن الحوثيين يضطلعون حاليًا بأدوار تجميع نهائية لبعض الأسلحة المعقدة، بما في ذلك صواريخ كروز المضادة للسفن، بينما تظل أجزاء رئيسية مثل المحركات والرادارات ضمن السيطرة الإيرانية.

هذا التحليل يطرح أسئلة ملحة حول مستقبل المواجهة في اليمن، وقدرة الجماعة على تطوير ترسانتها محليًا في حال تصاعدت القيود والعقوبات، وسط تصعيد عسكري تقوده واشنطن، ومخاوف دولية متزايدة من امتداد تأثير هذه الترسانة إلى ما وراء حدود البحر الأحمر.

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news325195.html