في تحوّل لافت بالسياسة العسكرية الأمريكية تجاه مليشيا الحوثي، كشف موقع Defence Post المتخصص في الشؤون الدفاعية، أن الولايات المتحدة بدأت تتبع نهجًا أكثر حزمًا في التعامل مع التهديدات الحوثية، متخلية عن سياسة "الخطوط الحمراء النظرية"، ومعتمدة على ضربات مكثفة تهدف ليس فقط لحماية الملاحة الدولية، بل أيضًا لإرسال رسائل ردع واضحة إلى خصومها الدوليين: إيران، الصين، وروسيا، الذين كثّفوا مناوراتهم في المياه الإقليمية الحيوية مؤخرا
وذكر التقرير، أن الضربات الأمريكية الأخيرة ضد الحوثيين لم تكن فقط لحماية حرية الملاحة الدولية في البحر الأحمر، بل كانت أيضًا رسالة قوية موجهة إلى الخصوم العالميين: الصين، إيران، وروسيا، الذين أجروا مناورات بحرية مشتركة بالقرب من المنطقة قبل أيام فقط من بدء القصف الأمريكي.
الموقع أشار إلى أن هذه المناورات الثلاثية - تحت عنوان "الحزام الأمني البحري 2025" - جرت في خليج عُمان، القريب من مضيقي هرمز وباب المندب، وهما ممران حيويان للتجارة العالمية. ورغم تواضع العروض العسكرية، فإن الرسالة كانت رمزية: التحالف الثلاثي يسعى ليكون بديلاً عن الحضور الأمريكي في المنطقة.
وقد شاركت ثلاث من دول مجلس التعاون الخليجي في المناورات بصفة مراقب، في حين انسحبت الإمارات من التحالف البحري بقيادة واشنطن بسبب ما وصفته بـ"التقاعس الأمريكي" في مواجهة التهديدات الإيرانية.
التقرير أشار إلى أن الضربات الأمريكية المكثفة - التي تجاوزت 85 غارة جوية خلال ثلاثة أيام فقط - ونشر حاملة طائرات ثانية في المنطقة، مثلت تحولًا في السياسة الأمريكية، ورسالة واضحة بأن واشنطن لا تزال تمتلك الإرادة والقدرة على فرض معادلات الردع.
لكن الموقع حذّر من أن الحفاظ على هذا الزخم يتطلب استمرار الضغط وعدم الاكتفاء بضربة واحدة، مطالبًا الولايات المتحدة بتوسيع الحملة لتشمل وقف الإمدادات، وتفكيك شبكات القيادة والاتصال والدعم اللوجستي للحوثيين.
وأكد التقرير أن على واشنطن أن تكون مستعدة لمحاسبة إيران مباشرة إذا استمرت في دعم الحوثيين، مشيرًا إلى أن نفي طهران لا يغيّر من "الأدلة الدامغة" التي تربطها بهجماتهم. وأضاف أن أي تراجع أو تهاون أمريكي سيقوّض مصداقيتها أمام شركائها ويشجع خصومها على اختبار حدودها في مناطق أخرى من العالم.
وقال التقرير: "إذا أرادت واشنطن أن تُثبت أنها ما زالت القوة الحامية للمصالح الحيوية في الشرق الأوسط والعالم، فعليها أن تفي بوعدها بوقف عدوان الحوثيين، لأن الفشل في ذلك سيكون بمثابة دعوة مفتوحة لخصومها لاختبار عزمها من جديد".