2025/04/18
مسؤولون أمريكيون ينفون استخدام قنابل خارقة للتحصينات ضد الحوثيين في اليمن.. ولا يستبعد استخدامها في المستقبل

أكد مسؤولان أمريكيان لموقع (The War Zone) أن قاذفات القنابل الشبحية B-2 التابعة لسلاح الجو الأمريكي لم تُسقط قنابل GBU-57/B الخارقة للتحصينات، المعروفة باسم Massive Ordnance Penetrator (MOP)، على أهداف للحوثيين في اليمن، منذ أن أعادت إدارة الرئيس ترامب إطلاق الحملة الجوية ضد الجماعة. وكانت تقارير قد أفادت خلال اليومين الماضيين بأن هذه القنابل – التي تُعد أكبر قنبلة تقليدية أمريكية – قد استُخدمت ضد الحوثيين في وقت سابق من هذا الشهر.

لكن حتى في حال تم استخدامها، فإن هذه القنابل التي تزن 30,000 رطل تُعد من الأسلحة المتخصصة والنادرة، غالبًا ما يُقتصر استخدامها على أهداف محددة للغاية وبنطاق محدود.

وكانت التكهنات قد بدأت حول احتمال استخدام قاذفات B-2 لهذه القنابل الثقيلة في اليمن، خاصةً كرسالة ردع موجهة إلى إيران، بعد إرسال بعضها سابقًا لضرب أهداف حوثية. وعادت هذه المسألة للواجهة بعد نشر ست طائرات B-2 في جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي الشهر الماضي، في إطار تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط.

وقد أشارت تقارير إعلامية مؤخرًا – منها The Aviationist وعدد من المنافذ الإعلامية – إلى أن قنابل MOP قد استُخدمت، مستندة إلى فقرة بثتها قناة Fox News. إلا أن TWZ سعت للحصول على تأكيد مباشر، وأفاد مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية لاحقًا بأن هذه القنابل لم تُستخدم ضد أهداف في اليمن خلال الشهرين الماضيين.

وقال مسؤول أمريكي ثانٍ لـ TWZ: "استنادًا إلى ما نعرفه حاليًا عن الذخائر المستخدمة، والتقارير التي رُفعت إلى القيادة، فإن فهمي هو أن قنابل GBU-57 لم تُستخدم في هذه العملية الجارية."

وأكد المسؤولون أن طائرات B-2 المتمركزة في دييغو غارسيا قد نفذت ضربات ضد أهداف حوثية باستخدام ذخائر أخرى لم يتم الكشف عنها. كما لا تزال طبيعة الذخائر التي استخدمتها B-2 في ضرباتها على اليمن العام الماضي غير معروفة بالكامل. ومن الجدير بالذكر أيضًا أن البنتاغون لم يعقد سوى مؤتمر صحفي واحد حول الحملة الحالية في اليمن منذ 17 مارس.

وقد قام موقع (TWZ) مؤخرًا بتحليل صور أقمار صناعية لعدة مجمعات أنفاق في اليمن يُعتقد أنها تُستخدم من قبل الحوثيين، ولم تظهر هذه الصور أي أضرار جسيمة. ومع ذلك، فإن عدم وجود أضرار واضحة لا ينفي بالضرورة استخدام قنابل خارقة للتحصينات، نظرًا لأن صور الأقمار الصناعية التجارية غالبًا ما تكون محدودة في قدرتها على إظهار التفاصيل الدقيقة.

ومع ذلك، لا يستبعد هذا السيناريو احتمال استخدام قنابل GBU-57/B ضد أهداف حوثية في المستقبل. إذ كما أوضح موقع TWZ في تقاريره السابقة، فإن مجرد نشر طائرات B-2 يُعد رسالة ردع استراتيجية بحد ذاته، وترتبط تلك الرسائل بشكل وثيق بإمكانية استخدام هذه القنابل العملاقة.

جدير بالذكر أن طائرات B-2 هي الطائرات الوحيدة حاليًا القادرة على حمل قنابل GBU-57/B، والتي تخضع لتطويرات مستمرة. ويمكن لكل طائرة B-2 حمل قنبلتين فقط من هذه القنابل العملاقة. ويمنح هذا الجمع بين القدرة على التخفي والقوة التدميرية الضخمة الولايات المتحدة خيارًا فريدًا لضرب أهداف شديدة التحصين تقع في عمق أراضٍ معادية، بما في ذلك إيران.

ورغم تقارير تشير إلى أن الجيش الأمريكي يواصل شراء كميات إضافية من هذه القنابل، بالإضافة إلى توسيع قدرة شركة "بوينغ" – المقاول الرئيسي – على إنتاجها، إلا أن المخزون الحالي لا يزال يُعتقد أنه محدود نسبيًا.

لذلك، فإن أي استخدام لهذه القنابل في اليمن يجب أن يُوازن مع ضرورة الاحتفاظ بمخزون كافٍ منها لاحتمالات نشوب صراعات أكبر في المستقبل. لكن حتى الاستخدام المحدود لها ضد أهداف مدفونة عميقًا قد يحقق أهدافًا استراتيجية، خصوصًا كرسائل ردع موجهة إلى إيران، فضلًا عن جمع بيانات حول أداء هذه الأسلحة في ظروف واقعية.

وقد أُثيرت سابقًا تساؤلات حول ما إذا كانت بعض المنشآت النووية الإيرانية المحصنة تحت الأرض تقع خارج نطاق قدرة قنابل MOP على تدميرها تمامًا.

وفي ظل انطلاق مفاوضات جديدة بين الولايات المتحدة وإيران حول برنامج طهران النووي، فإن التقدم أو التعثر في هذه المحادثات قد يُلقي بظلاله على أي تصعيد عسكري محتمل، بما في ذلك احتمال إسقاط قنابل خارقة على أهداف في اليمن. ومع ذلك، وفي حال تقرر شن هجوم على إيران، فإن تلك القنابل ذات الأهمية البالغة ستُخصص على الأرجح لأهداف أكثر إلحاحًا من مجرد تدمير مخازن الحوثيين من الصواريخ والطائرات المسيّرة.

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news325826.html