تعتزم وكالة الفضاء الأوروبية غدًا الاثنين إطلاق مهمة علمية جديدة إلى محطة الفضاء الدولية تحت اسم "مجموعة الساعات الذرية"، بهدف قياس الزمن بدقة عالية واختبار بعض تنبؤات نظرية النسبية العامة لأينشتاين، لا سيما تأثير الجاذبية على مرور الوقت.

المهمة التي تقودها الوكالة بالتعاون مع المركز الوطني الفرنسي للدراسات الفضائية، ستحمل نظامًا يُعرف بـ"إيسز"، يتكون من ساعتين ذريتين من نوع سيزيوم، تُعرفان بالدقة الفائقة في قياس الوقت، إذ لا يتجاوز معدل الخطأ فيهما ثانية واحدة كل ثلاثين عامًا. وتُستخدم هذه الساعات حاليًا في التحكم بالأقمار الصناعية وأنظمة البث التلفزيوني.

وقال ديدييه ماسونيه، رئيس مشروع "فاراو"، إن هذه التجربة ستتيح للعلماء قياس تأثير الارتفاع على الزمن، من خلال مقارنة نتائج الساعات الذرية الموجودة في الفضاء بنظيراتها على الأرض. وتُعد هذه التجربة فرصة نادرة لتطبيق أحد أهم مفاهيم النسبية، الذي ينص على أن الزمن يتباطأ في مناطق الجاذبية العالية.

ومن المقرر أن يتولى صاروخ "فالكون 9"، التابع لشركة "سبيس إكس"، عملية نقل النظام المتطور إلى المحطة الدولية، في رحلة تنطلق من قاعدة كاب كانافيرال الأمريكية، فيما ستتمركز التجربة على ارتفاع 400 كيلومتر فوق سطح الأرض.

المهمة تمثل خطوة متقدمة في علوم الزمن والفيزياء الفلكية، وقد تفتح آفاقًا جديدة في التطبيقات الفضائية والملاحية المتقدمة، إضافة إلى تعزيز فهم البشرية لطبيعة الزمن نفسه.