أكدت صحيفة "الأهرام" المصرية، اليوم الإثنين، أن ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، يتشاركان هدفًا مشتركًا يتمثل في تقسيم اليمن، على الرغم من التباين الكبير في رؤيتيهما السياسية.
جاء ذلك في مقال تحليلي للدكتور حسن أبو طالب، مستشار مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، تحت عنوان: "تناقضات اليمن تهدد وحدته"، تناول فيه التطورات الراهنة في اليمن في ظل الضربات الجوية الأمريكية المتواصلة وتعقيدات المشهد السياسي داخل المناطق المحررة.
واعتبر أبو طالب أن التدخلات الخارجية لعبت دورًا سلبيًا في تقويض مفهوم الدولة اليمنية الموحدة، موضحًا أن مجلس القيادة الرئاسي، بقيادة الدكتور رشاد العليمي، يواجه تحديات مزدوجة متمثلة في هيمنة الحوثيين على صنعاء وشمال البلاد من جهة، ومطالب الانفصال التي يروج لها المجلس الانتقالي الجنوبي من جهة أخرى.
وأشار المقال إلى أن كلاً من الحوثيين والانتقالي يفضلان تجاوز اتفاقات الوحدة الموقعة في مايو 1990، حيث يسعى الحوثيون لترسيخ سيطرتهم على الشمال، بينما يتحرك الانتقالي نحو إعادة دولة الجنوب السابقة.
واستعرض أبو طالب مفارقة عضوية رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، في مجلس القيادة الرئاسي، رغم سعيه لفصل الجنوب، معتبراً أن هذا التناقض يفسر الأداء المحدود للسلطة الشرعية وتراجع فعاليتها.
وتطرقت الصحيفة إلى غموض الموقف الأمريكي بشأن إمكانية ترجمة الغارات الجوية ضد الحوثيين إلى عملية عسكرية برية، مشيرة إلى وجود تيار داخل المجلس الرئاسي يدعو لاستغلال الضربات الأمريكية لتوسيع العمليات العسكرية على الأرض، خاصة في الحديدة والطريق الساحلي من باب المندب إلى عدن.
وأوضح المقال أن غياب التنسيق بين واشنطن والحكومة اليمنية، وعدم رغبة بعض الأطراف الإقليمية في التصعيد الميداني، يعوق هذا التوجه، رغم اقتناع بعض المسؤولين بضرورة شن حملة برية لتغيير موازين القوى، خصوصاً في صنعاء.
كما سلط المقال الضوء على تعقيدات المشهد الجنوبي، لا سيما في حضرموت، التي تشهد تصاعدًا في حدة الصراع بين قوى تنادي بالحكم الذاتي، مثل "حلف قبائل حضرموت"، وبين المجلس الانتقالي الساعي لتوسيع نفوذه.
وحذّر الكاتب في ختام مقاله من أن استمرار التناقضات الداخلية والتدخلات الإقليمية والدولية سيزيد من تعقيد الأزمة اليمنية ويهدد بتمزيق الدولة، مما ينعكس سلبًا على استقرار المنطقة بأكملها.