كشفت دراسة علمية حديثة أن تكرار الكوابيس خلال مرحلة منتصف العمر أو في سن متقدمة قد يكون مؤشرًا مبكرًا لخطر الإصابة بالخرف، وهو ما قد يفتح آفاقًا جديدة للتشخيص المبكر والتدخل الوقائي.

ووفقًا لما نشره موقع Science Alert، فإن الدراسة التي أجراها الدكتور أبيديمي أوتيكو، الأستاذ في علم الأعصاب بالمعهد الوطني للأبحاث الصحية وجامعة برمنغهام، أظهرت أن الأحلام المزعجة قد تعكس صحة الدماغ بشكل أدق مما كان يُعتقد سابقًا.

اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات ثلاث دراسات أميركية كبرى تناولت موضوعات الصحة والشيخوخة، وشارك فيها أكثر من 3200 شخص، تراوحت أعمارهم بين 35 إلى أكثر من 79 عامًا. وخضع المشاركون لمتابعة استمرت تسع سنوات في المتوسط لمن هم في منتصف العمر، وخمس سنوات للمسنين، ولم يكن أي منهم مصابًا بالخرف في بداية الدراسة.

وبينت النتائج أن الأشخاص الذين كانوا يعانون من كوابيس أسبوعية في منتصف العمر كانوا أكثر عرضة بأربعة أضعاف للإصابة بالتدهور المعرفي لاحقًا، بينما كان كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالخرف بمقدار الضعف. وتبيّن أن الرجال، على وجه الخصوص، يواجهون خطرًا أكبر، حيث كانت نسبة الإصابة لدى من يعانون كوابيس أسبوعية أعلى بخمس مرات مقارنة بغيرهم.

ويُعد ذلك مؤشراً محتملاً على أن الكوابيس قد تكون من أوائل علامات الخرف، وتسبق الأعراض المعروفة مثل فقدان الذاكرة أو ضعف التفكير بعدة سنوات أو حتى عقود.

الخبر الإيجابي أن الكوابيس المتكررة يمكن علاجها، وتشير بعض الحالات إلى تحسّن في الأداء العقلي بعد العلاج، ما يفتح الباب لاحتمالية تأخير أو حتى منع تطور الخرف لدى بعض المرضى.

ويعتزم الدكتور أوتيكو مواصلة أبحاثه لمعرفة ما إذا كانت خصائص الحلم الأخرى — مثل وضوح الحلم وتكرار تذكره — قد تساعد أيضًا في التنبؤ بخطر الإصابة بالخرف مستقبلاً.

ويأمل الباحث أن تسهم هذه النتائج في تعزيز فهم العلاقة بين الحلم وصحة الدماغ، وتطوير أدوات للتشخيص المبكر والتدخل العلاجي.