قال الفريق محمد المقدشي، المستشار العسكري لمجلس القيادة الرئاسي اليمني ووزير الدفاع السابق، إن القوات المسلحة اليمنية باتت "على أتم الجهوزية" لتنفيذ هجوم بري ضد مليشيا الحوثي، لكنها لا تزال بانتظار القرار السياسي من القيادة العليا، مؤكداً أن التحضيرات قائمة منذ بدء الهدنة في عام 2022.
جاء ذلك في مقابلة مع برنامج "بلا قيود" على قناة BBC عربي، حيث أوضح المقدشي أن الاستعدادات تشمل كافة الجبهات، من الساحل إلى الشمال والجنوب والشرق، مشيراً إلى أن العمليات البرية المحتملة لن تكون محصورة في محور واحد بل ستنطلق من عدة جبهات، وفقاً لتقديرات القادة الميدانيين.
وفيما يخص الدعم الخارجي، شدد المقدشي على وجود تواصل دائم بين القيادة اليمنية وكل من الولايات المتحدة والسعودية والإمارات، لكنه أوضح أن "الضربات الأمريكية الأخيرة لم تكن تمهيداً لهجوم بري"، بل جاءت كإجراء تأديبي استهدف مراكز القيادة والتسليح التابعة للحوثيين.
وبخصوص المخاوف الدولية من حدوث فراغ في السلطة حال انهيار الحوثيين، نفى المقدشي تلك المخاوف، مؤكداً أن "اليمنيين اليوم أكثر توحداً من أي وقت مضى"، وأن المجلس الرئاسي يعمل على دمج المكونات العسكرية ضمن كيان موحد من خلال غرفة عمليات مشتركة.
وأشار إلى أن تأخر الحسم العسكري لم يكن نتيجة خلافات داخلية أو تدخلات إقليمية، بل بسبب تدخلات دولية واتفاقات هدنة، مثل اتفاق ستوكهولم، الذي قال إن الحوثيين هم من انتهكوه ورفضوا كل فرص السلام.
وفيما يتعلق بالاتهامات الموجهة لعُمان بتهريب السلاح إلى الحوثيين، قال المقدشي إن هناك مؤشرات على وجود تهريب عبر الأراضي العُمانية، لكنه أقر بعدم توفر أدلة دامغة على تورط رسمي من قبل الحكومة العُمانية.
أما بشأن الضحايا المدنيين جراء الضربات الجوية الأمريكية، فأكد المقدشي أن "أي سقوط للمدنيين أمر مدان"، لكنه حمّل الحوثيين مسؤولية تدهور الوضع الإنساني في البلاد، معتبراً أنهم السبب الرئيسي في معاناة اليمنيين.
واختتم المقدشي حديثه بنفي أن يكون وجود القيادات العسكرية خارج البلاد مؤشراً على تقاعسهم، مؤكداً أنه شخصياً كان ميدانياً طوال فترة توليه وزارة الدفاع، وأن "القرار السياسي اليوم يتم تنسيقه من الرياض، بينما تتنقل القيادات بين الداخل والخارج بما يخدم متطلبات المعركة".
وتأتي هذه التصريحات في وقت يتزايد فيه الجدل الإقليمي والدولي بشأن مستقبل النزاع اليمني، مع احتمال تحول الحملة الجوية إلى تدخل بري شامل بدعم أمريكي، في ظل استمرار التهديدات الحوثية للملاحة الدولية في البحر الأحمر.