كشف تقرير تحليلي لموقع The Maritime Executive أن تقليص الوجود الإيراني في البحر الأحمر لا يعني بالضرورة تخلي طهران عن دعم الحوثيين، رغم انخفاض نشاط السفينة الإيرانية "نداجا" في المنطقة خلال الآونة الأخيرة.
ووفقًا للتقرير، فإن الحضور المكثف للمجموعات القتالية الأمريكية لحاملات الطائرات عبر مضيق باب المندب قد يكون الدافع وراء إنهاء إيران لتواجدها البحري الذي استمر منذ عام 2008 في البحر الأحمر وخليج عدن.
وأوضح التقرير أن هذا الانسحاب المؤقت يسلط الضوء على إعادة تموضع سفن الاستخبارات الإيرانية مثل "زاغروس" و"بهشاد" و"سافيز" و"بهزاد"، والتي لعبت أدوارًا رئيسية في جمع المعلومات الاستخبارية وتوفيرها للحوثيين.
ورغم التقديرات التي ربطت الانسحاب بتراجع دعم إيران للحوثيين، أشار التقرير إلى أن وجود طهران في شرق أفريقيا، وخاصة في السودان، يوفر لتحالفها مع الحوثيين بدائل استراتيجية للحفاظ على التهديدات في البحر الأحمر.
وفي هذا السياق، لفت التقرير إلى الحضور الإيراني المتزايد في الأراضي الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة السودانية، والتي دعمتها إيران ببناء أنفاق ومنشآت دفاع جوي ورادارات، على عكس الحوثيين الذين لم يحصلوا بعد على مثل هذه الأنظمة المتقدمة، بسبب الضربات الأمريكية المستمرة في إطار عمليتي "حارس الرخاء" و"الفارس الخشن".
وتطرّق التقرير إلى تطور التمركز الحوثي على الساحل السوداني، والذي يخدم أهدافًا استراتيجية متعددة، منها إنشاء قواعد انطلاق متقدمة في الصومال والسودان، وتوفير مظلة عملياتية مستترة عبر شبكات التهريب التي تعود إلى عهد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
وأكد التقرير أن إيران تسعى من خلال وجودها في شرق أفريقيا إلى كبح التوسع الخليجي، خاصة السعودي والإماراتي، حيث تمنحها السواحل السودانية منفذًا مباشرًا إلى ميناء ينبع السعودي، ما يتيح التفافًا على مضيقي هرمز وباب المندب باتجاه قناة السويس.
وأشار إلى أن الطائرات المسيّرة الحوثية، الجوية والبحرية، باتت تمتلك نقاط انطلاق بديلة من السودان، ما يمنح الحوثيين عمقًا استراتيجيًا لحماية مؤخرة جبهاتهم البحرية، مع استمرار قدرتهم على تهديد الملاحة الدولية.
وفي حين لم يسجّل الحوثيون أي هجوم بحري منذ السادس من ديسمبر/كانون الأول 2024، إلا أن الحملة الجوية الأمريكية المتواصلة أضعفت قدراتهم الهجومية، بحسب التقرير.
واختتم التحليل بالتأكيد على أن التحالف الإيراني-الحوثي لا يزال يشكل تهديدًا استراتيجيًا من السواحل السودانية، مرجحًا أن وعي واشنطن بهذا التهديد هو ما دفعها لاستخدام قاذفات "بي-2" من قاعدة دييغو غارسيا، وتعزيز الانتشار البحري الأمريكي شمال بورتسودان وفي محيط خليج عدن.