2025/04/22
منتدى المقاومة في تعز يناقش البعد التاريخي والسياسي والثقافي للمقاومة الشعبية

 

نظم منتدى المقاومة الأسبوعي بمدينة تعز فعالية فكرية نوعية ناقشت أبعاد المقاومة الشعبية من منظور تاريخي وسياسي وثقافي، بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين الذين قدّموا ثلاث أوراق علمية ركّزت على فهم أشمل للمقاومة كخيار وطني وأداة لتحرير الشعوب.

في الجلسة الأولى من الفعالية، التي أقيمت في مقر الأمانة العامة للمجلس الأعلى للمقاومة الشعبية، قدم عبدالله حسن خالد، عضو مجلس المقاومة الشعبية بتعز، ورقة بحثية بعنوان "المقاومة حول العالم". تناول فيها المفهوم التاريخي والسياسي للمقاومة، مؤكدًا أنها حق إنساني مشروع في مواجهة الاستبداد والاحتلال، تدعمه المرجعيات الدينية والقانونية الدولية، بما في ذلك قرارات الأمم المتحدة.

استعرضت الورقة نماذج متعددة لحركات المقاومة حول العالم، من السلمية إلى المسلحة، وشروط نجاحها كالمشروع السياسي الواضح، والقيادة الفاعلة، والتنظيم، والالتزام بحقوق الإنسان. وركّزت على تجارب بارزة مثل المقاومة السورية، التي بدأت سلمية عام 2011 وأسقطت نظام الأسد عام 2024، والمقاومة الفلسطينية التي استعادت زخمها من خلال عملية "طوفان الأقصى"، والمقاومة الشعبية في اليمن بقيادة الشيخ حمود سعيد المخلافي، التي تتصدرها حاليًا قيادة المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية.

أما في المحور الثاني، فقد ناقش الدكتور سعيد إسكندر، أستاذ التاريخ بجامعة تعز، ورقة بعنوان "المقاومة: التحديات والفرص"، استعرض فيها السياقات التاريخية والسياسية لبقاء المشروع السلالي في اليمن، منذ دخول يحيى الرسي عام 280 هـ وحتى انقلاب الحوثيين في 21 سبتمبر 2014.

قسّم الدكتور إسـكندر ورقته إلى محورين رئيسيين، الأول تناول التحديات التي تواجه المقاومة الشعبية ضد المشروع الحوثي السلالي، ومن أبرزها: العامل المذهبي المؤسس لنظرية الولاية العنصرية، استغلال العصبية القبلية، الفجوة السياسية، الهيمنة الاقتصادية من خلال فرض "الخُمس"، والاستغلال الديني لحب اليمنيين للنبي وآل بيته.

في المحور الثاني، استعرض فرص المقاومة في مواجهة هذا المشروع، مؤكدًا أن اليمنيين عبر تاريخهم لم يرضخوا للهيمنة، وخاضوا نضالات مستمرة انتهت بأعظم ثورة في التاريخ العربي الحديث، وهي ثورة 26 سبتمبر 1962 التي أسقطت الحكم الإمامي وأعلنت الجمهورية.

*ختام الفعالية*

اختتمت الفعالية بالتأكيد على أن المقاومة ليست رد فعل مؤقت، بل خيار وطني ممتد في مواجهة مشاريع الاستبداد، وأن الشعوب الحرة تخلّدها تضحياتها في ذاكرة التاريخ، لا سيما حين تكون مقاومتها مؤسسة على الوعي، والتاريخ، والحق المشروع.

 

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news326253.html