2025/04/23
ماحقيقة مساعدة أقمار صناعية صينية للحوثيين في استهداف السفن الأمريكية؟

أثارت تقارير أميركية حديثة قلقاً متزايداً بشأن دور شركة صينية في دعم مليشيا الحوثي المسلحة عبر تزويدها بصور أقمار صناعية يُعتقد أنها تُستخدم لتحديد مواقع السفن الحربية الأميركية في البحر الأحمر وبحر العرب، في تطور خطير يُسلّط الضوء على أبعاد جديدة للصراع في المنطقة.

وفي تقرير تحليلي نشرته صحيفة "ناشيونال إنترست" الأميركية، اتُّهِمت شركة "تشانغ غوانغ" الصينية لتكنولوجيا الأقمار الصناعية، والتي تُصنف على أنها مدنية، بتقديم معلومات استخباراتية مباشرة للحوثيين، تسهم في تعزيز قدرتهم على تنفيذ هجمات دقيقة ضد أهداف بحرية أميركية ودولية.

وأكدت الصحيفة أن الشركة، رغم طبيعتها الظاهرية ككيان مدني، تتحرك ضمن توجه عام في الصين نحو عسكرة الفضاء، على غرار استخدام أنظمة "ستارلينك" في أوكرانيا لأغراض عسكرية.

ووفق التقرير، أصبحت مليشيا الحوثي منصة اختبار غير مباشرة لصواريخ متطورة، يُشتبه بأنها مدعومة بتقنيات صينية، في ظل عداء متصاعد مع القوات الأميركية في المنطقة، وخصوصاً بعد تصاعد عمليات استهداف السفن منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وفي تصريح رسمي، قالت تامي بروس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن شركة "تشانغ غوانغ" تساعد الحوثيين بشكل مباشر عبر تزويدهم بصور فضائية تُستخدم في استهداف السفن الأميركية، ما يضعها في دائرة الاتهام بتهديد الأمن الإقليمي والدولي.

ولفت التقرير إلى أن الصواريخ الباليستية المضادة للسفن التي يستخدمها الحوثيون أظهرت تطورًا ملحوظًا في الدقة والتقنيات، ما أثار تساؤلات داخل البنتاغون عن كيفية تمكّن الجماعة من الاقتراب من السفن المزودة بأحدث أنظمة الدفاع.

وتُعد هذه ليست المرة الأولى التي تُتهم فيها شركة "تشانغ غوانغ" بالضلوع في نزاعات دولية، إذ وُجهت لها اتهامات سابقة في عام 2023 بدعم مجموعة فاغنر الروسية خلال غزو أوكرانيا، عبر تزويدها بصور استخباراتية.

وأشارت "ناشيونال إنترست" إلى أن هجمات الحوثيين البحرية غالبًا ما تستثني السفن التي ترفع أعلام الصين وروسيا وإيران، وهو ما يُعزز الشكوك بوجود تنسيق خفي بين هذه الأطراف.

ويخلص التقرير إلى أن عسكرة الفضاء باتت سمة المرحلة الجديدة من النزاعات الدولية، وأن الصين، عبر دعم غير مباشر لجماعة الحوثي، تستفيد من استنزاف الموارد الأميركية بعيدًا عن منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث تسعى واشنطن لردع أي محاولة صينية لغزو تايوان.

ويحذر التقرير من أن أي إثبات رسمي لاستغلال الصين أقمارها الصناعية لاستهداف القوات الأميركية قد يدفع إلى رد مباشر من قبل قوات الفضاء الأميركية، باعتبار الأمر تهديداً استراتيجياً لا يمكن تجاهله.

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news326330.html