كشفت مجلة فورين بوليسي الأميركية في تحليل موسّع، أن حملة إدارة الرئيس دونالد ترامب العسكرية ضد الحوثيين في اليمن فشلت حتى الآن في تحقيق أهدافها المعلنة، ما يسلط الضوء على فجوة واضحة بين الخطاب القوي والنتائج الفعلية على الأرض.

وأشارت المجلة إلى أن الحملة، التي كلفت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار، لم تنجح في تأمين حرية الملاحة في البحر الأحمر، ولا في إعادة فرض سياسة الردع ضد الميليشيا المدعومة من إيران، رغم استخدامها للطائرات المسيّرة وحاملات الطائرات وتكثيف الضربات الجوية.

ووصفت المجلة العملية بأنها "أكبر استعراض للقوة العسكرية الأميركية في الولاية الثانية لترامب"، لكنها تفتقر إلى الشفافية، حيث امتنعت وزارة الدفاع الأميركية عن عقد مؤتمرات صحفية، واكتفت القيادة المركزية بنشر لقطات استعراضية على وسائل التواصل.

كما حذّر الخبراء من أن استنزاف الذخائر الدقيقة في هذه الحملة قد يُضعف الجاهزية العسكرية الأميركية في حال حدوث صراع محتمل مع الصين، خاصة حول قضية تايوان.

التحليل أبرز أيضًا الانقسام داخل إدارة ترامب بشأن الأهداف الحقيقية للعملية، حيث كشف تسريب لمحادثات على تطبيق "سيغنال" أن بعض المسؤولين، بمن فيهم وزير الدفاع بيت هيغسث، يرون أن الأمر لا يتعلق بالحوثيين فقط، بل بإعادة فرض هيبة الردع الأميركي. في المقابل، عبّر نائب الرئيس جي دي ڤانس عن تشككه في جدوى الحملة.

واختتمت فورين بوليسي تحليلها بتحذير من أن استمرار فشل هذه الحملة قد يُقوّض فعالية القوة البحرية الأميركية على المدى البعيد، ويُثير تساؤلات حول جدوى ضخّ ميزانيات هائلة لبناء أساطيل لا تحقق أهدافًا استراتيجية واضحة.