تشهد محافظة الحديدة حالة من العزوف المجتمعي الواسع عن المعسكرات الصيفية التي تنظمها مليشيا الحوثي، وسط اتهامات حقوقية وتربوية للجماعة باستخدام أساليب الابتزاز والإغراء لإجبار الأهالي على إرسال أطفالهم إلى هذه المراكز، التي تسعى إلى تعبئة النشء بأفكار طائفية ومفاهيم متطرفة تمهيداً لتجنيدهم.

وذكرت مصادر محلية أن المليشيا تقدم وعوداً بتوفير مساعدات غذائية ومالية وتقديم بعض الخدمات مقابل السماح للأطفال بالالتحاق بالمعسكرات، التي انطلقت أنشطتها مطلع أبريل الجاري. وأشارت إلى أن ضعف الإقبال دفع الحوثيين إلى تصعيد الضغط على الأهالي، عبر التهديد بحرمانهم من المساعدات أو استخدام سلطات المجالس المحلية لفرض الانصياع بالقوة.

في السياق ذاته، عبّر عدد من أولياء الأمور عن خشيتهم من تكرار تجارب سابقة انتهت بمقتل أو إصابة أطفال تم تجنيدهم قسراً عبر مثل هذه المراكز، محذرين من المخاطر المتزايدة التي تهدد أبناءهم في ظل استمرار هذه السياسات.

بدوره، أدان مكتب الإعلام بمحافظة الحديدة، التابع للحكومة الشرعية، ممارسات الحوثيين، واصفاً إياها بـ"الجريمة التربوية والأخلاقية" التي تسعى إلى تدمير جيل كامل وتحويله إلى وقود لمعارك الجماعة. وأكد البيان أن مليشيا الحوثي حولت العملية التعليمية إلى وسيلة تعبئة مذهبية تستهدف خلق جيل مؤدلج ومنغلق.

كما دعا البيان المنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى سرعة التحرك لرصد وتوثيق الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في هذه المعسكرات، واتخاذ خطوات عاجلة لوقف الممارسات التي تهدد مستقبل الطفولة في اليمن.