اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز أن إعادة النشاط البحري الروتيني في البحر الأحمر تبدو شبه مستحيلة دون إزاحة الحوثيين من مناطق سيطرتهم على طول الساحل الغربي لليمن، مؤكدة أن الإنجازات الأمريكية في البحر لن تتعدى "انتصارات تكتيكية" محدودة.

وفي مقال للكاتب دبليو. جي. هينغيان، نُشر بالتزامن مع تصاعد الهجمات الحوثية على الملاحة الدولية، أرجع الكاتب صمود الحوثيين في مواقعهم الساحلية إلى الدعم الإيراني المستمر، سواء عبر المال أو شحنات الأسلحة.

وأشار المقال إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي جاء إلى البيت الأبيض واعدًا بإنهاء التورط العسكري المكلف في الشرق الأوسط، يجد نفسه الآن غارقًا في حملة عسكرية مفتوحة قد تؤدي إلى صدام موسّع مع إيران. وتابع أن البنتاغون، بقيادة وزير الدفاع بيت هيغسيث، يحشد قوة نارية ضخمة في البحر الأحمر، لكن دون أن يحقق اختراقًا فعليًا في تأمين الممر البحري الحيوي.

كما سلّطت الصحيفة الضوء على الكلفة المالية الباهظة للعملية، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تطلق صواريخ اعتراضية تكلف الواحدة منها نحو مليوني دولار لتدمير طائرات مسيّرة حوثية لا تتجاوز قيمتها بضعة آلاف من الدولارات، فيما يُتوقع أن تصل تكلفة الحملة العسكرية إلى مليارَي دولار مع نهاية مايو.

وخلص المقال إلى أن الخيارات أمام إدارة ترامب تزداد تعقيدًا، مع استبعاد الحسم عبر الضربات الجوية فقط، ما يضعه أمام خيارين كلاهما مُرّ: إما التراجع، أو الانخراط في تصعيد بري يدفع بالولايات المتحدة نحو مستنقع جديد، خاصة في ظل تنامي الحديث عن عملية برية محتملة للقوات اليمنية بدعم إماراتي، وبدراسة أمريكية لدعم هذه الفصائل.