2025/05/06
لماذا أوقف الحوثيون هجماتهم ضد السفن الأمريكية؟ وما مستقبل تصعيدهم تجاه إسرائيل؟

في تحول لافت في سلوك جماعة الحوثي المسلحة المدعومة من إيران، كشفت تقارير اخبارية، اليوم الثلاثاء، أن الجماعة أوقفت منذ الأول من مايو الجاري جميع هجماتها على السفن الأمريكية في البحر الأحمر، في خطوة وصفت بأنها "إعادة تموضع تكتيكية".

ويأتي هذا التراجع وسط ضغوط ميدانية هائلة تتعرض لها الجماعة، إذ كثّفت الولايات المتحدة من عملياتها الجوية ضد مواقع حوثية حساسة ضمن عملية "الفارس الخشن"، التي أسفرت عن أكثر من ألف غارة منذ منتصف مارس وحتى مطلع مايو. وشملت الضربات 132 غارة خلال الأيام الخمسة الأولى من مايو فقط، مستهدفة منشآت عسكرية في 11 محافظة، من بينها صنعاء وصعدة والحديدة ومأرب.

ونقل موقع "العين الاخبارية" الاماراتي، عن مصادر أمنية وصفها بـ"الرفيعة" في صنعاء، القول إن امتناع الحوثيين عن استهداف السفن الأمريكية طوال ستة أيام متواصلة جاء كجزء من "تكتيك محسوب" هدفه تحييد الولايات المتحدة مؤقتًا من ساحة الصراع، في محاولة لتخفيف وتيرة الضربات الأمريكية عالية الدقة، التي استهدفت مراكز قيادة ومخازن أسلحة استراتيجية.

ووق المصادر، يعكس هذا السلوك رغبة الجماعة في امتصاص الضغط العسكري الأمريكي، خاصة بعد تكبّدها خسائر بشرية ولوجستية فادحة، دون أن تضطر لتقديم تنازلات علنية، خصوصًا في ظل حديث سلطنة عُمان عن اتفاق غير مباشر لوقف إطلاق النار بين الحوثيين وواشنطن.

لكن هذا التراجع تجاه الولايات المتحدة لا يشمل إسرائيل. فالمصادر نفسها أكدت أن الحوثيين مستمرون في استهداف "أهداف مرتبطة بإسرائيل"، ما يشير إلى فصل واضح بين جبهتي المواجهة: واحدة مع الأمريكيين تُدار بتكتيك التهدئة المؤقتة، وأخرى مع إسرائيل يُراد لها أن تبقى مفتوحة سياسيًا وعسكريًا.

ورغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن "الحوثيين استسلموا"، فإن الجماعة سارعت إلى نفي ذلك عمليًا بتجديد التهديدات الموجهة لإسرائيل، في محاولة لتأكيد أنها لم تتخل عن خطابها التعبوي.

الخطوة الحوثية بوقف استهداف السفن الأمريكية قد تمنح الجماعة فرصة لإعادة ترتيب صفوفها، لكنها لا تمثل نهاية التصعيد. فمع استمرار الغارات الأمريكية، والموقف الإسرائيلي الرافض لأي تسوية مع وكلاء إيران في المنطقة، تبدو التهدئة هشة وقابلة للانهيار في أي لحظة.

ويرى مراقبون أن مستقبل الجماعة يعتمد على مدى قدرتها على تحقيق توازن دقيق بين التصعيد السياسي والإعلامي، والتقليل من الكلفة العسكرية، خاصة مع اتساع دائرة الاستهداف الأمريكي لمخازن الأسلحة ومنصات الإطلاق.

باختصار، يبدو أن الحوثيين يسعون إلى تجنّب المواجهة المباشرة مع واشنطن دون أن يقدّموا تراجعًا في معركتهم الرمزية مع إسرائيل، في معادلة محفوفة بالمخاطر قد لا تصمد طويلًا في وجه المتغيرات الإقليمية المتسارعة.

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news327855.html