في تطور لافت على صعيد العلاجات الغذائية لارتفاع ضغط الدم، كشفت دراسة جديدة أن تعزيز تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم قد يكون أكثر فعالية في خفض ضغط الدم من تقليل استهلاك الصوديوم، وهو ما يتعارض مع التوجهات الغذائية السائدة منذ عقود.

ووفقًا لما نشره موقع New Atlas نقلًا عن الدورية الأميركية Renal Physiology، تشير الأبحاث التي أجرتها جامعة واترلو الكندية إلى أن التركيز على البوتاسيوم الغذائي، الموجود في أطعمة مثل الموز، البروكلي، البطاطا الحلوة والمشمش، قد يُحدث فارقًا أكبر في التحكم بضغط الدم.

وقالت د. أنيتا لايتون، رئيسة قسم الأحياء الرياضية والطب في الجامعة، إن النصيحة التقليدية بتقليل استهلاك الملح لا تزال مهمة، "لكن إضافة المزيد من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم إلى النظام الغذائي يمكن أن يكون له تأثير أكبر في تقليل ضغط الدم، مقارنةً بخفض الصوديوم وحده".

وتلعب كل من عنصري الصوديوم والبوتاسيوم دورًا محوريًا في تنظيم ضغط الدم. فبينما يؤدي ارتفاع الصوديوم إلى احتباس السوائل وزيادة حجم الدم داخل الأوعية، مما يرفع ضغط الدم، يعمل البوتاسيوم على إرخاء جدران الأوعية الدموية، ودعم وظائف القلب، ومساعدة الكلى في التخلص من الصوديوم، ما يسهم في خفض الضغط.

وأشار الباحثون إلى أن نسبة الصوديوم إلى البوتاسيوم في النظام الغذائي تُعد مؤشرًا أقوى لضغط الدم وخطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة المبكرة، مؤكدين أن التأثير الإيجابي للبوتاسيوم يمكن أن يظهر حتى عند وجود مستويات معتدلة أو مرتفعة من الصوديوم.

وتُقدر منظمة الصحة العالمية أن نحو 30% من سكان العالم يعانون من ارتفاع ضغط الدم، ما يجعله أحد أبرز أسباب الوفاة المبكرة عالميًا.