وصل وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، إلى باكستان في زيارة رسمية، بعد يوم واحد من زيارته للهند، وذلك في خضم تصاعد التوتر بين الدولتين النوويتين. ومن المقرر أن يلتقي الجبير نظيره الباكستاني إسحاق دار وعدداً من القيادات الباكستانية في إطار جهود وساطة تهدف إلى تهدئة الأزمة.
وكان الجبير قد أجرى خلال زيارته للهند لقاءات مع وزير الخارجية الهندي، سوبراهمانيام جايشانكار، في سياق مساعي الرياض لاحتواء النزاع المتصاعد. وقد عبّرت السعودية في بياناتها الرسمية عن قلقها البالغ من استمرار تبادل إطلاق النار على الحدود بين الهند وباكستان، داعية الطرفين إلى التهدئة، واحترام مبادئ حسن الجوار، وحل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية من أجل أمن واستقرار المنطقة.
وفي هذا السياق، أجرى وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، اتصالات هاتفية بنظيريه الهندي والباكستاني، ناقش خلالها مستجدات الأوضاع، وسبل خفض التوتر، إضافة إلى العلاقات الثنائية.
وتأتي هذه التحركات الدبلوماسية عقب الهجوم الدامي الذي وقع، الثلاثاء الماضي، بالقرب من بلدة باهالغام في وادي بيساران السياحي بإقليم كشمير الخاضع للهند، والذي فاقم التوتر العسكري بين الجارتين.
في المقابل، اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، شفقت علي خان، نيودلهي بتبني "سلوك غير مسؤول" قد يجر البلدين إلى مواجهة خطيرة، محذراً من أن "الهستيريا الحربية الهندية تمثل تهديداً إقليمياً ودولياً".
ويستمر التوتر بين البلدين لليوم الثالث على التوالي، وسط تبادل للاتهامات بشأن شن هجمات بالطائرات المسيّرة والقصف المدفعي، في ما يعد أعنف تصعيد منذ نحو ثلاثة عقود.
من جهته، أكد وزير الخارجية الهندي جايشانكار أن بلاده سترد "بصرامة" على أي هجوم جديد قد تشنه باكستان، مشدداً على أن "الهند لا تسعى للتصعيد، لكنها لن تتردد في الرد الحازم إذا اقتضى الأمر".
وكانت الحكومة الهندية قد أعلنت، الخميس، مقتل 13 مدنياً جراء قصف باكستاني على طول خط المراقبة الفاصل بين البلدين في إقليم كشمير، في أحدث حلقة من سلسلة مواجهات دامية.