سجلت محافظة أبين اليمنية موجة جديدة من وباء الكوليرا، حيث تم تسجيل 255 حالة اشتباه، بينها أربع حالات مؤكدة مختبرياً، مع تحذيرات من تفاقم الوضع الصحي بسبب ضعف البنية التحتية وقلة التمويل.

وقال صالح الثرم، مدير مكتب الصحة في أبين، إن المحافظة شهدت إصابات بإسهال مائي حاد مشابه لما سجل في محافظات أخرى، مع اتخاذ السلطات لإجراءات استباقية منها توفير الأدوية والسوائل الوريدية وتعزيز جاهزية المرافق الصحية.

من جانبها، أشارت نزهة كليس، مديرة إدارة الترصد الوبائي في أبين، إلى أن الموجة الجديدة بدأت في السادس من مايو الجاري، وأغلب الحالات في مديريتي زنجبار وخنفر. وأضافت أن الوضع الصحي يشكل تحدياً كبيراً بسبب تردي خدمات الصرف الصحي وتلوث المياه وارتفاع معدلات النزوح، مطالبة بتدخل جهات متعددة للتصدي للوباء وليس وزارة الصحة فقط.

وأوضحت كليس أن الإمكانيات المحدودة حالت دون فحص جميع العينات، حيث فحصت ثماني عينات فقط وكانت أربع إيجابية، مشيرة إلى تأخر نتائج العينات الأخرى بسبب صعوبات النقل إلى المختبر المركزي في عدن، ومنها تلف قوالب الثلج أثناء النقل. ودعت إلى إنشاء مختبر محلي في أبين ودعم حملات التوعية لتعزيز النظافة وسلامة الغذاء.

وكان الدكتور مجدي الداعري، مدير مركز الترصد الوبائي في عدن، قد أكد أن مركز العزل الصحي للكوليرا في مستشفى الصداقة يستقبل يومياً ما لا يقل عن 30 حالة إصابة بالإسهال المائي.

وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى تسجيل 273,494 حالة إصابة بالكوليرا في اليمن منذ بداية العام وحتى 27 أبريل 2025، مع 889 حالة وفاة، ما يجعل اليمن في المرتبة الثانية من حيث عدد الوفيات بالكوليرا في إقليم شرق المتوسط بعد السودان.

تحذيرات الجهات الصحية تؤكد ضرورة تدخل عاجل ومنسق لتفادي تفشي الوباء وانتشاره في المحافظات الأخرى، وسط حاجة ملحة لتحسين البنية التحتية الصحية وتأمين التمويل اللازم لمكافحة الكوليرا.