استشهد الشيخ صالح حنتوس، مسؤول دار القرآن الكريم في مديرية السلفية بمحافظة ريمة، عقب قصف عنيف شنّته ميليشيا الحوثي الإرهابية على منزله ودار التعليم التابعة له، وسط حصار خانق فرضته على المنطقة. وأكدت أسرته أن المليشيا استهدفت المنزل بشكل مباشر، ما أدى إلى مقتله على سطح المنزل، حيث تمكّنت زوجته ووالدتها من سحب جثمانه إلى الداخل تحت القصف.
ووفق روايات من سكان المنطقة، فإن الميليشيا منعت دخول الماء والغذاء إلى المنزل، وقامت باستهداف خزانات المياه لإحكام الحصار. كما فرضت طوقاً أمنياً مشدداً، مع نشر عشرات الأطقم العسكرية والآليات المسلحة في محيط المنزل، وإجراء عمليات تفتيش دقيقة على مداخل ومخارج القرية، مما أثار حالة من الذعر والقلق في أوساط الأهالي.
وأكدت المصادر أن استهداف الشيخ حنتوس جاء بعد رفضه الانصياع لأوامر الجماعة، وإصراره على مواصلة تدريس القرآن الكريم واللغة العربية لأبناء المنطقة، رغم المضايقات المستمرة والضغوط التي تعرض لها على مدى سنوات. وقد سبق أن تلقى تحذيرات متعددة من قيادات حوثية تطالبه بوقف أنشطته الدعوية والتعليمية.
الجريمة أثارت موجة غضب واسعة في أوساط الشارع اليمني الذين عبّروا عن إدانتهم الشديدة لما وصفوه بـ"الانتهاك الصارخ" لحرمة دور العلم والبيوت الآمنة، مطالبين الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل العاجل وفتح تحقيق شفاف في ملابسات الجريمة، ومحاسبة المتورطين فيها.
كما دعا ناشطون ومشايخ محليون إلى وقفة مجتمعية واسعة للرد على هذا التصعيد الخطير، محذرين من أن استمرار مثل هذه الممارسات سيقود إلى تمزيق النسيج الاجتماعي وزيادة الاحتقان في المجتمعات المحلية.