2015/11/30
لهذا السبب "ارتبشوا ربشة جن" بعد أن رأوا علي محسن يستقبل البخيتي
بوابتي كتابات
الكثير ممن يحبون علي محسن حباً جما يكرهون علي البخيتي كراهية بلا حدود.
لهذا، "ارتبشوا ربشة جن" بعد أن رأوا علي محسن يستقبل البخيتي و.. بحفاوة ملفتة.
لم تتوقعوا أن علي محسن قد يستقبل البخيتي يوماً بتلك الإبتسامة؟
أنا أيضاً لم أتوقع ذلك. لكن عدم توقعي يختلف عن عدم توقعكم: فالكثير منكم لاموا أو هاجموا علي محسن لأنه استقبل البخيتي، ولابد أن هناك من سيعاتبونه وجها لوجه أو عبر الهاتف أو بينهم وبين أنفسهم. أما أنا فأعجبني استقباله للبخيتي على ذلك النحو: أن يستقبل رجل نفوذ مثل علي محسن سياسياً شاباً لطالما انتقده وما يزال على اختلاف معه في الكثير من الأمور، وبتلك الابتسامة، فـ.. اسمحوا لي: لا يمكن اعتبار هذا أمراً سيئاً فعله علي محسن. على العكس، لقد فعل الرجل حسناً. وحتى لو لم يثمر لقاؤه مع البخيتي شيئاً يستحق الذكر، فيكفيه أنه ظهر بذلك الانفتاح على أحد المختلفين معه وعنه في الكثير من الأمور والمواقف والتوجهات.
أتفهم صدمة الكثيرين باستقبال علي محسن للبخيتي، لكنها ليست الصدمة الأولى التي يتلقونها خلال اليومين الفائتين: قبل ذلك، كانوا قد انصدموا باستقبال الرياض للبخيتي.
لا يزال الخميس الماضي يوماً قريباً يمكن لذاكرتنا الضعيفة والهشة تذكره: نشر علي البخيتي صورته وهو في مطار بيروت متوجهاً نحو الرياض. وسارع الكثير من كارهي البخيتي الى تداول خبر مفاده أن الرياض رفضت استقبال البخيتي، وأبلغته إثر وصوله مطارها أنه شخص غير مرغوب فيه داخل أراضيها.
لم يمر وقت طويل، حتى نشر البخيتي على صفحته أنه وصل الفندق وشكر الحكومة السعودية وكل اليمنيين الذين بعثوا له رسائل ترحيب و"عزومات كبسة". وقد حدث هذا بينما كان كثيرون ما يزالون يقرأون ويتداولون خبر طرد علي البخيتي من مطار الرياض.. تخيلوا حجم الصدمة!
وكما حدث أمس السبت، لام كثيرون السعودية وعاتبوها وربما كان هناك من مؤيديها من هاجمها على استقبالها لسياسي يمني شاب لطالما انتقد الرياض وعارض سياستها في اليمن، وما يزال ينتقدها ويعارض حربها في اليمن على الحوثي وصالح وكل اليمن.
غير أن السعودية فعلت حسناً باستقبالها للبخيتي، وهو الأمر الذي لا يعكس في تقديري حالة ضعف لدى السعودية قدرما يعكس حالة قوة وصحة: أن تستقبل سياسياً يختلف معك ويعارضك بقوة، فهذا أمر من الجيد أن يفعله أي شخص أو دولة. وأن يأتي الأمر من السعودية تحديداً تجاه سياسي يمني خصوصاً وعلي البخيتي بالذات، فـ.. اسمحوا لي: لا يمكن اعتبار هذا أمراً سيئاً فعلته السعودية. على العكس، لقد فعلت حسناً. وحتى لو لم يعنِ لها البخيتي وجهوده شيئاً، فيكفيها أنها ظهرت بهذا الانفتاح على أحد المختلفين معها والمعارضين لها في سياستها داخل اليمن منذ عقود وحربها الأخيرة على اليمن أكثر.
وفي نهاية المطاف، فقد فعل علي محسن ما فعلته الرياض من قبله. ولايبدو استقباله للبخيتي بتلك الحفاوة خارج سياق استقبال الرياض للسياسي اليمني الشاب الذي قد نختلف أو نتفق معه، لكنْ من المهم ألا يتحول الأمر الى تحريض وردح دائمين، وخاصة حين يكونا تحريضاً وردحاً فارغين، كهذين التحريض والردح اللذين رافقا زيارته للرياض.
لقد كشف علي محسن والرياض باستقبالهما للبخيتي عن كونهما أكثر إنفتاحاً على الآخر المختلف معهما وعنهما والمعارض لهما أكثر من هؤلاء التعساء وعديمي الأفق الذين يعتبرون أن السياسة تعني "العداء" و"الخصومة" و"الفجور".. لا أكثر.
تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com -
رابط الخبر: https://bawabatii.net/news34112.html