يعاني سكان "معضمية الشام" من نقص حاد في الغذاء والأدوية بعد مرور 20 يوماً على إطباق قوات النظام حصارها على المدينة الواقعة غرب دمشق، فيما تسود مخاوف من مصير مشابه لمصير بلدة "مضايا".
وباتت أسواق "معضمية الشام" التي ما يزال يقطنها نحو 45 ألف مدني خاوية على عروشها، بحسب ما رصدت وكالة الأناضول، حيث أغلقت معظم المحال التجارية فيها، فلا بيع ولا شراء، فيما يشتكي الأهالي بشكل أساسي من انعدام مادة حليب الأطفال ما تسبب في إصابة العديد من الأطفال بسوء التغذية.
وإلى جانب انعدام الغذاء، يشكل نقص الدواء معضلة كبيرة أخرى يواجهها سكان المدينة الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة منذ أكثر من 3 أعوام، ما يساهم في تفاقم الأمراض لديهم وخاصة الأطفال.
من جانب آخر، تشهد أطراف المدينة محاولات اقتحام مستمرة من قبل قوات النظام من عدة محاور، في ظل قصف جوي كثيف ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا بين المدنيين.
وأفاد ناشطون في "معضمية الشام"، أن حصار النظام ازداد إطباقاً مؤخراً بعد أن رفضت قوات المعارضة مطالب النظام بإخلائها من سكانها أو الانسحاب منها، ما دفع قوات الأخير إلى خرق الهدنة المعقودة في المدينة منذ نحو عام، وبدء عمليات عسكرية ضدها.
وتتزايد مخاوف ناشطين وأهالي "معضمية الشام" من استمرار الحصار المفروض على المدينة، بعد ما شاهدوه من مصير أهالي بلدة "مضايا" القريبة من دمشق، والتي توفي أكثر من عشرين شخصاً من سكانها مؤخراً نتيجة الجوع والحصار المفروض عليها من قبل قوات النظام.
وتشهد بلدة مضايا الخاضعة لسيطرة المعارضة، منذ 7 أشهر حصاراً خانقاً، منعت خلاله قوات النظام دخول جميع أنواع المساعدات الإنسانية، وتسبب في ارتفاع كبير للأسعار، ما اضطر الأهالي إلى غلي الأعشاب وأكلها وجمع الطعام من بقايا القمامة، بحسب مشاهد مصورة نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما وصلت بعض المساعدات عن طريق الأمم المتحدة منذ يوم الاثنين الماضي.