قال مسؤولون يوم الثلاثاء إن الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الصناعة والتجارة في تونس توصلا إلى اتفاق لزيادة رواتب حوالي 1.5 مليون عامل بالقطاع الخاص في البلد الذي يحاول زيادة الاستثمارات الأجنبية.
ووقع الطرفان، في خطوة قد تساعد على خفض التوتر الاجتماعي، على الاتفاق بقصر الحكومة بالقصبة بإشراف رئيس الوزراء التونسي الذي كان وسيطا في المفاوضات التي بدأت منذ أشهر.
ومن المأمول أن يسهم الاتفاق في الحد من الإضرابات بالقطاع الخاص التي تزايدت بشكل كبير منذ انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي.
وقال بلقاسم العياري، الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل للصحفيين "وقعنا مع اتحاد الصناعة والتجارة اتفاقا يقضي بالزيادة بنسبة ستة بالمئة في أجور العاملين في القطاع الخاص."
وكان الاتحاد العام التونسي للشغل هدد بتنظيم إضراب عام في القطاع الخاص إذا فشلت مفاوضات زيادة الأجور.
تونس تسعى لإنعاش اقتصادها
وتتطلع الحكومة إلى طمأنة المستثمرين التونسيين والأجانب، بما قد يساعد في إنعاش الاقتصاد الذي تأمل أن ينمو 2.5 بالمئة في 2016 مقارنة مع 0.5 بالمئة في 2015.
وتتوقع تونس انخفاض عجز الميزانية في 2016 إلى 3.9 بالمئة من 4.4 بالمئة في 2015 بفضل إصلاحات اقتصادية.
وتواجه تونس ضغوطا من المقرضين الدوليين للإسراع في إطلاق مزيد من الإصلاحات الاقتصادية لخفض الإنفاق العام، خصوصا بعد الهجمات الكبيرة التي شنتها جماعات إسلامية مسلحة العام الماضي، وهزت قطاع السياحة.
تدخل الشرطة لتفريق احتجاج للعاطلين عن العمل
قال شهود إن قوات الأمن أطلقت اليوم الثلاثاء قنابل الغاز لتفريق محتجين غاضبين يطالبون بوظائف في مدينة القصرين القريبة من الحدود مع الجزائر بعد يومين من انتحار شاب عاطل عن العمل.
وقال شهود إن قوات الأمن تلاحق المحتجين الذي رفعوا شعارات تطالب بالحق في العمل في شوارع المدينة بقنابل الغاز والهراوات.
وكان المحتجون العاطلون يتجمعون أمام مقر الولاية حين هدد بعضهم بالانتحار وهو مادفع قوات الأمن لإطلاق قنابل الغاز لتفريقهم.
وقال شهود إن قوات من الجيش والشرطة تدخلت لمنع محتجين من اقتحام مقر الولاية حيث كان يعقد اجتماع بين والي القصرين وبطالين عن العمل.
وتعد القصرين واحدة من أكثر المناطق فقرا وتفشيا للبطالة في البلاد.
شبح البطالة في تونس
في 2015 بلغت معدلات البطالة في تونس 15.3 بالمئة مقارنة بنحو 12 بالمئة في 2010. وحوالي ثلث العاطلين عن العمل هم من حاملي الشهادات الجامعية.
وقبل يومين انتحر رضا اليحياوي، وهو شاب عاطل عن العمل بالقصرين، احتجاجا على حذف إسمه من قائمة عاطلين سيتم تمكينهم من عمل. وفجر انتحار الشاب موجة من الغضب وسط الشبان العاطلين.
وسعيا لاحتواء الأزمة قرر رئيس البرلمان محمد الناصر اليوم الثلاثاء دعوة رئيس الوزراء الحبيب الصيد لجلسة مسائلة عن خطط الحكومة التنموية في القصرين والمناطق المهمشة الأخرى.
ورغم الانتقال السياسي الهادئ في تونس عقب صياغة دستور جديد وانتخابات حرة في 2014، فإن كثيرا من التونسيين يشكون من الأوضاع الاجتماعية وتهميش المناطق الداخلية وارتفاع معدلات البطالة، وهي من ضمن الأسباب التي كانت وراء الانتفاضة التي أنهت حكم بن علي قبل خمس سنوات.