لم أستطع أن أتمالك نفسي وأنا أنظر لوجهه".. قالها مصور فوتوغراف شهد أحدث مشهد مروع للاجئين غرقى قبالة السواحل التركية.
في تفاصيل القصة التي نشرتها مجلة التايم الأمريكية الاثنين، يقول أوزان كوس، مصور وكالة الأنباء الفرنسية في تركيا: "شاهدت الطفل أولاً، كان يتمدد على سرير من الصخور ذات اللون البني والرمادي، مرتدياً سروالاً أسود وقميصاً أزرق".
ويتابع: "لم أستطع في البداية التقاط الصور، كنت فقط أنظر حولي، لقد صدمت من المشهد".
وتعرض القارب الذي يقل الطفل للغرق في غرب مدينة "تشاناكالي" التركية قبل فجر أمس، وقد كانت وجهته نحو جزيرة ليسبوس اليونانية القريبة، والتي وصل إليها الكثير من القوارب مؤخراً.
وقال مسؤولون في خفر السواحل التركية إنه تم إنقاذ 75 لاجئاً، ولكن لقي أكثر من 13 مصرعهم، ليصل عدد من قضوا غرقاً في يناير/كانون الثاني الماضي إلى نحو 100 شخص، في وقت وصل عددهم في العام الماضي إلى نحو 272 وفقاً للأمم المتحدة.
المصور كوس كان ليومه الثالث يعمل على تغطية أزمة اللاجئين في بحر إيجة، ويقيم في فندق يبعد ساعة ونصف، في منطقة كوتشك كويو، عندما سمع بحادثة الغرق.
ويقول إنه شاهد سيارات إسعاف تتوجه نحو تلك المنطقة، وأحصى 10 قتلى، وقد كان اللاجئون الغرقى من السوريين والأفغان وبورما.
وبالعودة إلى الطفل الرضيع الذي قال المصور إنه كان رقم 8 في القتلى عندما كان يحصي عددهم، يقول: "فقط لم أستطع أن أتمالك نفسي، أنظر من حولي أتساءل: ماذا يحدث في العالم؟".
وتذكر هذه الصورة بإيلان الكردي- السوري الذي وجد ملقى على شاطئ البحر في سبتمبر/أيلول الماضي وانتشرت صورته على نطاق واسع ودفعت عدداً من قادة العالم إلى التحرك لحل أزمة اللاجئين، ويقول كوس: "لم يتغير شيء من وقتها، أنا حصلت على الصورة ذاتها من جديد".