https://youtu.be/i-tshd5wDRo
لم يكن الطبيب السعودي مهنا العنزي يتوقع بعد سنوات دراسية صعبة في مجال الطب أن ينتهي به الأمر عاطلاً عن العمل، فلم يجد أمامه إلا أن يحرق هذه الشهادة على الملأ ويقرّر أن يوضب حقيبته ويهاجر بحثاً عن العمل.
"من أصعب القرارات التي من الممكن اتخاذها هي ترك بلدي" يقول العنزي لـ"هافينغتون بوست عربي" مضيفاً "كنت أتمنى أن أمارس عملي هنا والمشكلة لم تقف على مكان التخرج أو اسم الجامعة فمعي من العاطلين من جميع الجامعات السعودية ودول العالم وعلى درجة عالية من الكفاءة، وأرى أن المشكلة إدارية بحتة".
وقد أقدم العنزي وهو طبيب أسنان السبت 15 مايو/ أيار أمام مبنى وزارة الخدمة المدنية على إحراق شهادته الجامعية احتجاجاً على تعسف وزارتي الخدمة المدنية والصحة حسبما وصفها، وبسبب عدم توظيفه منذ ما يقارب العامين، موثقاً عملية إحراق شهادته "بكالوريوس طب الأسنان"، بمقطع فيديو نشره بحسابه على موقع تويتر.
وذكر الطبيب السعودي في مقطع الفيديو أنه عاطل عن العمل منذ تخرجه قبل نحو عامين بسبب شح الوظائف المطروحة من قبل وزارة الخدمة المدنية، وعدم تفعيل نظام الإحلال، وفقاً لما ينص عليه نظام الخدمة المدنية.
النسخة الأصل أم لا!
وفي الوقت الذي أشار البعض إلى أنّ هذه الشهادة ليست النسخة الأصلية يقول العنزي "لو فرضنا أنها صورة الفكرة التصرف وليس القرطاس".
ويضيف "جميع البشر تختلف أساليبهم في التعبير عن غضبهم وأنا لم أفعل ما فعلت إلا عن حرقة شعرت بها، فإما أن تصيب ويصل صداها للمسؤول الذي تعثر علي لقاؤه أو أتجه للعمل في مجال آخر وأنسى ما تعبت سنين من أجله".
وأوضح بأنه أقدم على حرقها بعدما فقد الأمل بالتوظيف، وتحديداً بعد طرح 3 وظائف لأطباء الأسنان على مستوى المملكة، رغم أن عدد العاطلين يفوق الـ 700 طبيب، وكانت هذه "بمثابة المسمار الأخير في نعش الصبر والطموح" على حدّ وصفه.
ويتساءل العنزي عن السبب وراء تجاهل الطاقات والكفاءات وإحراقهم بالبطالة، ولمَ تقوم وزارة الخدمة بتجاهل نظام صريح يوصي بإحلال السعودي مكان الأجنبي، وحين تعلن وزارة الصحة عن جميع الوظائف ماعدا طب الأسنان فعندها الاحتجاج أبسط حقوقي، حيث مرت سنة ونصف ولم تعلن الوزارة عن وظيفة واحدة لطبيب الأسنان.
وأحدث الفيديو الذي نشره الطبيب مهنا العنزي جدلاً واسعاً في الشبكات الاجتماعية ، حيث دشن هاشتاغ " #طبيب_يحرق_شهادته " وصل للترند العالمي، حيث علق المغردون على المقطع وفعل الطبيب ، معتبرين بأن "الواسطة" أحد أسباب البطالة ، وآخرون يرون بأن السبب عدم تطبيق نظام السعودة.
لمتابعة أخبار “بوابتي” أول باول إشترك عبر قناة بوابتي تليجرام اضغط (
هنــــا )