جاء ذلك خلال خطابها الذي ألقته أمام المؤتمر العام للحزب الديمقراطي، في مدينة فيلاديلفيا بولاية بنسلفانيا شرقي الولايات المتحدة، أكدت فيه “ضرورة تكاتف جميع الأميركيين من أجل مواجهة كافة الأزمات”.
وتحدثت السيدة الأولى السابقة عن خبرتها في العمل في مجال حقوق المرأة وحقوق الطفل، بالإضافة إلى السفر إلى 112 دولة حول العالم لتمثيل الولايات المتحدة خلال عملها كوزيرة للخارجية.
وانتقدت المرشحة، في خطابها الذي ألقته أمام مندوبي المؤتمر، منافسها أكثر من مرة، مصورة إياه على أنه غير مناسب للمكتب البيضاوي.
وسخرت كلينتون من خطاب ترامب، الذي ألقاه الأسبوع الماضي في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، والذي وصفته بـ“الغريب”، حيث قال إنه وحده القادر على حل مشاكل البلاد.
ويأتي خطاب كلينتون بعد مرور يومين من ترشيح المندوبين لها كمرشحة الحزب في لحظة تاريخية جعلت من كلينتون أول امرأة تحمل ترشيح حزب سياسي للرئاسة في تاريخ الولايات المتحدة.
وقالت “بتواضع وعزيمة وثقة لا حدود لها في الوعد الأميركي، أقبل ترشيحكم لي لرئاسة الولايات المتحدة”.
وتبنت كلينتون العديد من البرامج التي وضعها بيرني ساندرز في حملته، وقالت إن حملته ألهمت الملايين من الناس من خلال وضع العدالة الاجتماعية والمساواة الاقتصادية في الصدارة.
كما تعهدت في حال توليها الرئاسة ومن ثم تصبح القائد العام بـ“الذكاء والحكمة والعزم الهادئ والتطبيق الدقيق والاستراتيجي للقوة”.
وتواجه المرشحة الديمقراطية، رغم كل الزخم الذي يحيط بها والدعم اللامتناهي من قبل العديد من الشخصيات السياسية النافذة، تراجعا كبيرا في ثقة الرأي العام الذي تابع مسيرتها وزوجها منذ ربع قرن. وبسبب فضيحة الرسائل الإلكترونية التي لا تزال تطاردها، تعاني كلينتون من شعبية متدنية على غرار منافسها الجمهوري.
|
وتأمل حملتها أن يحسن الخطاب صورتها العامة، ويرفع معدل قبولها لدى الناخبين، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن كلينتون أحد المرشحين الرئاسيين المكروهين بشكل كبير منذ عقود، إلا أن الشيء نفسه ينطبق أيضا على ترامب.
ورغم حملة الانتقادات الواسعة والإشاعات التي لاحقت كلينتون إلا أنها حسب ما يؤكده أنصارها كانت دائما تردد مقولة لايليونور روزفلت زوجة الرئيس الديمقراطي السابق فرانكلين روزفلت “إذا أرادت النساء ممارسة السياسة لا بد أن يكون جلدهن سميكا كوحيد القرن” حتى أضحت هذه القولة شعارا لها في حملتها الانتخابية خاصة وأنها أول امرأة في التاريخ الأميركي تدخل السباق الانتخابي.
ومعلوم أن هيلاري كلينتون ولدت في 26 أكتوبر سنة 1947 في شيكاغو ونشأت في ضاحية بارك ريدج الهادئة التي يقطنها البيض في وسط الغرب الأميركي في كنف عائلة متوسطة من أتباع الكنيسة الميتودية.
وفي 1965 قبلت كلينتون المعروفة بذكائها وطموحها في جامعة ويلسلي كوليدج العريقة للشابات وغير البعيدة عن هارفرد. وخلال الاضطرابات الاجتماعية التي شهدتها الولايات المتحدة في ستينات القرن الماضي، فتحت سنواتها الدراسية الأربع في الجامعة عينيها على حقوق السود والنضال من أجل الحقوق المدنية وحرب الفيتنام والمساواة بين الرجل والمرأة. وفي 1969 التحقت بكلية الحقوق في ييل حيث التقت بيل كلينتون.
ومعروف أن هيلاري كانت تتدخل في شؤون الحكم ويصفها خصومها بـ“الشريكة في الرئاسة” عندما كان زوجها رئيسا للولايات المتحدة. ورغم الإهانة التي شعرت بها من خيانة زوجها إلا أنها دافعت عنه بقوة لتفادي إقالته سنة 2008.
ومع دنو موعد رحيلها من البيت الأبيض، انطلقت السيدة الأولى السابقة في العمل السياسي وانتخبت في نوفمبر 2000 عضوا في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك. ورفضت الترشح للانتخابات الرئاسية في 2004، لينتقدها السناتور باراك أوباما آنذاك في الاقتراع التالي بلا توقف لتصويتها مع حرب العراق.
وفي حدث لم يكن متوقعا، أصبحت وزيرة للخارجية في حكومة باراك أوباما في ولايته الأولى. ويقول معارضوها إنها لم تحقق أي نجاح يذكر. وينتقدها الجمهوريون بشدة بسبب الهجوم الذي وقع في بنغازي وقتل فيه السفير الأميركي مع ثلاثة أميركيين آخرين.
وكانت كلينتون تخطت الحد الأدنى من الأصوات اللازمة (2382 صوتا) لنيل ترشيح الحزب من أجل خوض غمار الانتخابات الرئاسة الأميركية، حيث حصلت على ألفين و383 صوتا.
يشار إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، امتدح المرشحة الرسمية للحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، هيلاري كلينتون، في وقت سابق، قائلا إنه “لا يوجد مرشح، ذكرا كان أم أنثى، يستحق الوصول إلى البيت الأبيض، مثل كلينتون”.