قال الجنرال أناتولي سولداتوف الخبير العسكري السوفييتي الذي خدم في اليمن الجنوبي (عدن) من الفترة 1970/1974 وايضا في اليمن الشمالي (صنعاء) من 1983 /1987 ان الرئيس اليمني السابق علي صالح إرتكب خطأين إستراتيجين :
وأشار الى في مقابلة مع صحيفة ( كومرسنت) الروسية ان الحرب ستنتهي هذا الصيف بانتصار قوات التحالف الداعمة لحكومة هادي على قوات صالح.
وأفاد بأن تمكن صالح من السيطرة على 90% من اراضي البلاد اضافة الى كل الجزر اليمنية في البحرين اﻷحمر والعربي في اول شهر من الحرب. ولم تبقى خارج سيطرته الا نصف مدينة عدن ومقاطعة الضالع الجنوبية شديدة الباس في القتال.
اما في الشمال فقد عجز عن السيطرة على اقليم تعز الذي يشكل نحو 20 % من سكان البلاد ويسيطر على 80% من النشاط اﻹقتصادي واﻹداري والثقافي اضافة الى اقليم مارب الغني بالنفط.
ولفت الى ان الخطأ اﻷول لصالح خطأ سياسي ،بإستخدامه لجماعة الحوثي التي ترفع شعارات مذهبية على النمط اﻹيراني ، اﻷمر الذي إستفز أغلبية اليمنيين السنة بل حتى أغلبية الزيديين والذي يعتبر مذهبهم معتدلا جدا وأقرب مايكون للسنة.
وهذا اﻷمر ايضا أحرج عددا من قيادات الحراك الجنوبي الذين يعملون سرا لصالحه فلم يتجرؤا على منع الجنوبيين من قتال الحوثيين .
اﻷمر اﻷخطر ان الحوثيين وعلاقتهم بايران تسببوا بقلق بالغ للسعودية ودول الخليج اﻷخرى المتوجسة من وصول ايران الى حدودها الجنوبية ، ما دفعها لدخول الحرب وتغيير التوازن العسكري لغير مصلحة صالح، وهناك مثل يمني يحكي ان غلطة الشاطر بألف غلطة، وهذا ماحصل للرئيس صالح الذي بعتبر من أدهى السياسيين اليمنيين الذين عرفتهم شخصيا ، ولايفوقه ذكاء وحنكة إلا رئيس اليمن الجنوبي الراحل إسماعيل عبد الفتاح.
ولفت الى ان الخطأ الثاني عسكري حيث دفع الرئيس السابق صالح بنصف قواته العسكرية المدرعة والالاف من أفضل قواته في الحرس الجمهوري الى اقليم تعز المعروف بعدم تاييده لصالح ..ونتحدث هنا عن تاريخ طويل من العداء بين الطرفين .فشكلت مطحنة لقواته وبئر إستنزاف لاقرار له . واﻷمر الغريب ان صالح وفي الوقت الذي وصلت قوات التحالف السعودي الى مشارف صنعاء واصبحت هزيمته النهائية وشيكة: يرفض سحب قواته من تعز للدفاع عن العاصمة صنعاء، يبدو أن في اﻷمر جانب نفسي وشخصي لديه.
وقال: لكل هذا وبحساب مستوى التآكل في قوة صالح ومناطق سيطرته : وبحسابات عسكرية خالصة: اقول مطمئنا :هذا الصيف ستهزم قوات صالح، الا في حالة واحدة وحيدة : اذا تمكن من إبرام سلام مع السعودية وأذعن لشروطها والتي هي بالمناسبة شروط مجلس اﻷمن الدولي.
وختم سولداتوف "إلى أن كل هذا وبحساب مستوى التآكل في قوة صالح ومناطق سيطرته، وبحسابات عسكرية خالصة اقول مطمئنا هذا الصيف ستهزم قوات صالح ،إلا في حالة واحدة وحيدة "إذا تمكن من إبرام سلام مع السعودية وأذعن لشروطها والتي هي بالمناسبة شروط مجلس اﻷمن الدولي ".