2015/06/20
الخروج عن النص نحو مبادرة خليجية ثانية في اليمن

د. مطلق بن سعود المطيري

    لاجدال أن الحكمة اليمنية اليوم باتت مفقودة، ولو كانت كما كانت لما خسر اليمنُ اليمنَ، الجهل وحده هو سيد الموقف الآن.. فإن خسر اليمني اليوم أهم خصائصه كإنسان رشيد بسبب انتقال قضيته من مربع الحكمة إلى مربع الجهل فلا زال هناك متسع من الوقت لعودة الحكمة اليمنية من جديد، فبدون هذه الحكمة سوف يستمر الجهل، وسوف يحرق اليمني بعظام اليمني الآخر، الرهان على جنيف رهان على الجهل، والجشع، فالأمم المتحدة ليست قادرة، ولا تستطيع، أن تخلق حلاً سياسياً؛ إن غابت حكمة اليمني عن قضيته، وحكمة اليمني اليوم في سلاحه وضميره، إن شاء قتل وإن شاء عدل وسامح. في رمضان تصفد الشياطين، وفي رمضان أيضا فرصة لاسترجاع الحكمة النقية الخالية من شوائب المكر والخداع، تفجيرات داعش في ليلة رمضان الأولى تطرح سؤالاً يتوق للحصول على إجابة حكيمة، لصالح من هذه التفجيرات؟ وإلى أين سوف تنقل قضية اليمن؟ داعش ليس مهتماً بوطن اسمه اليمن وكذلك القاعدة وكذلك الحوثي ومع شريكه صالح، ولكنهم جميعاً يشكلون مشهداً من مشاهد العراق وسورية، فاليمن الذي كان سعيداً متجه نحو هذا المصير، لا تجنّي على أحد ولكن هذا الأحد هو من تجنّى! هناك فقر في الحكمة وفائض غنى في الدماء، وعلى هذين النقيضين تعيش المليشيا والجيوش المرتزقة، فمادام الدم متوفراً فلن يتوقف الجهل عن إراقته، الذين شاهدناهم في جنيف ليسوا أصحاب قضية أو أبطال معركة بل هم الجريمة الموجودة في جوف القضية، فهم كالسارق والسرقة، السارق لا بد من وجود شيء يسرقه، والسرقة لا تكون سرقة إلا بوجود سارق، فصور ممثلي صالح والحوثي تعطيك هذا المعنى، فكيف تكون السرقة جريمة والسارق ليس مجرماً!! الأمم المتحدة بدعوتها لهذا المؤتمر التعيس ألغت الأمم المتحدة، فهي مثل الطالب الذي يذاكر جغرافيا في اختبار الرياضيات، مبادرة تعيسة من منظمة تعيسة، تعمل على استمرار القتال بشرط أن يصل الغذاء معه، وتطلب من القاتل توصيل الطعام للمقتول!! عبقرية أممية لا نشاهد إبداعها إلا في الوطن العربي، بحق شيء يصيب بالغيظ، فقد أصبحت هذه المنظمة مصدراً للإخفاقات والفشل السرمدي الذي لا يزول.. الشقيقات العزيزات الدول الخليجية قدّمت مبادرة شريفة أنقذت اليمن من حرب أهلية في 2011، وصنعت عاصفة الحزم التي وضعت في فم الجشع الفارسي حجراً، فقد جاء الوقت للدفع بمبادرة خليجية ثانية، يجمع فيها اليمني مع اليمني، مهما كان هذا ومهما كان ذاك، وتكون بها كل الاحتمالات واردة بما فيها تشكيل حكومة جديدة وجيش جديد، مبادرة تعمل على تهيئة اليمن في الدخول بعضوية مجلس التعاون الخليجي، قبل أن يدخل بحلف داعش وطهران، مبادرة خليجية ثانية تعيد لليمن حكمته وأرضه، فداعش تريد أن تلحقه بخلافتها وفارس تريد أن تلحقه بإمبراطوريتها.
تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news7547.html