أكد وزير العدل الشيخ الدكتور وليد بن محمد الصمعاني، أن القانون الذي أقره الكونجرس الأمريكي مؤخرًا باسم "قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب"، والذي عرف اختصارا بـ"جاستا"، يعد انتهاكًا واضحًا وصريحًا لمبادئ القانون الدولي، وانسلاخًا عن جميع الأعراف الدولية، مبينًا أن نصوص القانون تمثل توغلا مرفوضًا في سيادة الدول، ومخالفة صريحة لميثاق الأمم المتحدة فيما يتعلق بمبدأ المساواة في السيادة بين الدول.
وحذّر وزير العدل، الجمعة (16 سبتمبر 2016)، من خطورة تسييس القوانين، مشيرًا إلى أن الكونجرس الأمريكي بهذا القانون قد افترض أن القضاء الأمريكي هو مركز التحاكم في العالم، وأن تَمْثُلَ أمامه الدول وكأنها أفراد، وهو الأمر الذي لم يرد مطلقًا في تاريخ العلاقات الدولية؛ بما يجعله سابقة خطيرة، وإخلالا جسيمًا بالقواعد القانونية والمبادئ الأساسية الدولية.
ولفت الصمعاني إلى أن هذا القانون سيفتح بابًا للفوضى والعبث التشريعي بين الدول، إذ إنه سينزع عن الدول هيبتها، ويساوي بينها وبين الأفراد، مخالفًا بذلك مبدأ الحصانة السيادية التي تحمي الدول من القضايا المدنية أو الجنائية، مؤكدًا أن دول العالم سوف تتسابق في إصدار مثل تلك القوانين لتحصن نفسها من تربص الدول الأخرى، وهو الأمر الذي سيخلق فوضى عارمة تطيح بالثقة المتبادلة بينها، ويؤثر سلبًا في جميع مجالات التعاون الدولية.
وختم الوزير الصمعاني تصريحه آملا أن يستمع الكونجرس الأمريكي إلى الأصوات الداعية إلى الرجوع عن هذا القانون الذي سوف تتضرر منه الحكومة الأمريكية عن طريق زعزعة الثقة بينها وبين باقي دول العالم.
لمتابعة أخبار "بوابتي" أول باول إشترك عبر قناة بوابتي تليجرام اضغط (
هنــــا)