2016/11/22
كيف تحدث جمال سليمان كـ"معارض سياسي" سوري؟
لم يكن جمال سليمان الفنّان السوري الوحيد الذي تبنّى موقفاً مُعارضاً، لكنّه اختار مساراً مغايراً لمعظم الفنانين. وفيما اختار بعضهم الانخراط في تظاهرات هنا وهناك، واكتفى بعضهم بإعلان موقف، قرّر سليمان خوض غمار «العمل السياسي». اختار «منصّة القاهرة» بوصفه معارضاً مستقلّاً، وما زال مؤمناً بأنّ «أوراقها قادرة على استقطاب أغلبية سورية حولها». في التالي حوار مع سليمان بوصفه مُعارضاً سياسيّاً لا فنّاناً. فقد قال  سليمان، إن المشهد السوري بات شديد التعقيد، وإن المنطقة بأكملها تعيش كارثة وطنية وإقليمية ودولية اتخذت من الوطن السوري مسرحا لها، مضيفا أنه "كلما جلست لمناقشة الشأن السوري واحتمالاته، تجد نفسك تتحدث في التنجيم أكثر مما تتحدث في السياسة". وأوضح سليمان في حوار لصحيفة "الأخبار" التابعة لحزب الله، أن سوريا أصبحت أشبه بفجوة سوداء تبتلع كل شيء وتحرق كل التوقعات، لافتا إلى أن "الحديث عن التقسيم بمسميات مختلفة -مع الأسف- أصبح حديثا روتينيا عاديا، والتدخل الخارجي، لا السياسي فقط، بل والعسكري أيضا، لم يعد خبرا صادما ولم يعد حكرا على أحد". وقال: "المسؤولون العسكريون والأمنيون من دول مختلفة يجتمعون للتنسيق كي لا يصطدم هذا بذاك خطأ، وهناك معلومات عن دول تنشئ قواعد عسكرية على الأرض السورية وكأنها أرض مشاع، ودول تصدر مقاتليها أو مقاتلين تستأجرهم وكأنها تصدر مبيدات، أو أسمدة أو أي سلعة أخرى، كما أن الشرخ الطائفي أصبح عميقا، وتحوّل إلى حديث عادي كأي حديث آخر، ولم يعد حكرا على بسطاء حُرموا نعمة التعليم، بل إنه أصبح دارجا على لسان الشرائح المتعلمة أيضا". وأضاف سليمان: "ومع هذا المناخ الصعب، علينا أن نكون وطنيين، وأن نفكر في حلول قابلة للحياة ولديها القدرة على إنقاذ هذا الوطن، والخلاص من الخرافة التي يتم الترويج لها بشدة، وهي أن البديل سيكون حتما إسلاميا متشددا"، مؤكدا أنه يؤمن بأن الحل العادل سيعيد تشكيل الاصطفاف في الداخل السوري وسيجفف المستنقع الذي نمت فيه كل المظاهر العنفية اللاوطنية، ونما فيه كل هذا الغلو والتشدد، بحسب تعبيره. وكشف الفنان السوري المعارض عن بعض كواليس ما دار في الانعقاد الأول لمنصة القاهرة، وما وصلت له الأوضاع اليوم، قائلا: "تغيرت ظروف كثيرة، وتسلل اليأس إلى قلوبنا، وبعضنا بحث عن نوافذ أخرى، ولكن الأكثرية، وأنا منهم، ما زالت تعتقد بأن وثائق القاهرة، وهي الأهم، ما زالت فعالة وفيها تصور وطني متكامل ومتّسق مع تفاهمات جنيف وفيينا وقرارات مجلس الأمن، وأدّعي أنه لو أتيحت لها الفرصة فستستقطب أغلبية سورية حولها". واستطرد: "كنتُ من الذين مثلوا مؤتمر القاهرة في عدة اجتماعات مع عدد كبير من الجهات الدولية كي نقول لهم: في سوريا هناك معارضة مدنية لا تتبع دولة بعينها ولا تأتمر بأوامر أحد ولديها مشروع وطني جامع، كنا نفاجأ في كثير من هذه الاجتماعات ــ لا كلها طبعا ــ بتركيز الطرف الآخر على مسائل فرعية، وعلى محاولة استنتاج من يقف خلفنا وعن أي قوة إقليمية أو دولية نعبّر، وما غاية هذه الدولة أو تلك من دعمنا، أكثر من تركيزه على مضمون رؤيتنا، مع ذلك أنا مؤمن بأن ساعة الحل إذا أزفت فستتكفل بعودة المجتمع الدولي إلى ما أنتجناه وأنتجه غيرنا من المعارضة الوطنية من وثائق، لتكون ركيزة لحل وطني جامع يرضي غالبية السوريين". وأكد أن "الانقلاب على التوصيات التي صدرت عن مؤتمر تموز 2011- برئاسة نائب الرئيس (حينها) الأستاذ فاروق الشرع، خلق انطباعا بأن مؤتمرات كهذه لا نفع لها، وتوصياتها أو مقرراتها لا تساوي الورق الذي كُتبت عليه، ما أدى إلى تهميش السياسي المدني لمصلحة العسكرة والعنف، وارتفعت الأصوات التي تنادي بالحسم العسكري الذي أورثنا، من دون أن يتحقق، دمارا مرعبا ومأساة تاريخية".
تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news91812.html