الاربعاء 4 ديسمبر 2024
موسوعة الشميري وتزوير التاريخ...أحمد حميد الدين نموذجا ... (٣) 
الساعة 03:00 مساءً
زايد جابر زايد جابر

ثالثا : ثورة 48 .. ثورة الأحرار أم ثورة الوزير ؟!
في الحديث عن ثورة 48 التي اطاحت بالإمام يحيى وتمكن السفاح أحمد ( صاحب الترجمة ) من اسقاطها واعلان نفسه إماما ، قالت الموسوعة : " .. وقد خطط لاغتياله مع أبيه ، في ثورة ( ابن الوزير ) عام ١٣٦٧ ه / ١٩٤٨م ، إلا أن حنكته ودهاءه السياسي مكناه - بقدر من الله - من تجاوز الأمر بسلام ، وتم الأمر بقتل أبيه في بادية ( سواد حزيز ) أما هو فقد خرج سرا من تعز الى حجة وهناك أعلن أمر حكمه ...الخ ". 
لن اتوقف حول أسباب  فشل الثورة  وما اذا كان ذلك بسبب حنكة الإمام أحمدودهاءه السياسي كما قال صاحب الموسوعة ام لأسباب موضوعية مختلفة لأن الحديث عن ذلك يطول ..لكنني سأكتفي بالتوقف والتعليق حول تسميته لتلك الثورة بثورة ( الوزير ) او بالأصح تبنيه لهذه التسمية الإمامية..التي روج لها دعاة الامامة من اتباع بيت حميد الدين وخصومهم من ال الوزير على حد سواء  وهدفهم  الايحاء ان الشعب اليمني وأحراره لا علاقة له بالثورة ضدهم فثورة 48 هي ضمن صراعات أئمة الزيدية الهاشميين وبعضهم قال الاخوان المسلمين وثورة 62 هي ثورة عبدالناصر ومصر مثلما ان مواجهة الشعب اليمني لهم اليوم هو استجابة للتحالف والسعودية وأمريكا  واسرائيل ...الخ
كما سعى اولاد علي الوزير لترسيخ فكرة أن ثورة 1948 هي ثورتهم وانهم قادتها ومحركيها ،  وهذا ظلم لحركة الأحرار اليمنيين والنضال اليمني ضد الإمامة ، فقد بدأت الانتفاضات القبلية ضد هذا النظام الكهنوتي منذ العشرينات من القرن الماضي ( انتفاضة الزرانيق ، المقاطرة ، حاشد...الخ )ثم ابتدأت حركة الاحرار اليمنيين منذ ثلاثينات القرن الماضي ، ومطلع الاربعينات تمكن الزبيري والنعمان وعدد من الاحرار من الفرار الى عدن وهناك أسسوا سنة 1944 حزب الاحرار ، وأصدروا صحيفة صوت اليمن ، ثم أسسوا الجمعية اليمنية الكبرى عام 1946 ، وصولا الى ثورة 48 او الثورة الدستورية  وكان هدف الاحرار في البدء  ان يتم اسقاط النظام الامامي برمته ولكن حين جاء الفضيل الورتلاني الى اليمن عام 47 وبعد التشاور مع الاحرار وقراءة الواقع وان الثورة بحاجة الى سند شعبي وتأييد قبلي واسع 
،ولأن القبائل لم تكن بأيديهم فقد أضطروا كما يقول القاضي عبدالله الشماحي " الى اجتذاب القبائل عن طريق حكم امامي يكون مؤقتا ، ويمثل دور انتقالي من حكم الامامة الزيدية الى الحكم الشعبي "   ويكون محكوما بدستور ومجلس شورى وحكومة ذات صلاحيات وحكم محلي ..الخ
وبعد ان طرحت عدة اسماء من الهاشميين ليتم انتخابها ..وقع الاختيار على عبدالله الوزير الذي كان أحد أركان النظام الإمامي لكن الإمام يحيى ابعده وابعد علي الوزير من تعز وعين اولاده بدلا عنهما فوقع اختيار الأحرارعليه  لما بينه وبين بيت حميد الدين من ثأر وصراع على السلطة حاول الثوار النفاذ منها ،  ومع ذلك فان اقناعه لم يتم بسهوله ، فقد بذل الثوار جهودا مضنية لإقناعه بالأمر واستعانوا بالفضيل الورتلاني ، يقول القاضي عبدالله الشماحي في كتابه ( اليمن ..الحضارة والانسان ) : " وهكذا جاء الامير عبدالله الوزير إلى قمة الحكم وجاءت الإمامة بدل الحكم الشعبي الذي كان هدف النضال ، وجاء معظم رجال الحكومة المنصوص عليهم من الميثاق المقدس ، ومع هذا فلم يكن اقناع عبدالله الوزير بقيادة الثورة وتفجيرها بالامر السهل "  ..
ويتفق معه الاستاذ أحمد محمد النعمان ، حيث يقول في مذكراته : " وجاء الفضيل الورتلاني الى صنعاء مرة ثانية ، والتقى بعبدالله الوزير وأقنعه على الرغم من أن الوزير كان متخوفا ، لكنه أقتنع في النهاية "، ويؤكد كلامهما القاضي عبدالرحمن الارياني فبعد أن ذكر مقترح الفضيل وموافقة الاحرار عليه كأمر واقعي وكيف أنهم رأو ان عبدالله الوزير هو الانسب قال " وقد وجدوا هذه المواصفات متوفرة بالسيد عبدالله بن أحمد الوزير ، ولكن كيف يتم اقناعه بأن يتحمل هذه المسؤولية ؟ وقد أخذوا يفتلون له بالذروة والغارب وأستعانوا بالسيد الفضيل الورتلاني الجزائري والسيد العلامة الشهيد حسين محمد الكبسي حتى أقتنع " 
هذه شهادة ثلاثة من رواد الحركة الوطنية وثورة 48 ورموزها ومؤرخيها ، وكان يفترض بكتاب الموسوعة ان يعودوا اليهم لو أرادوا  لكنهم أكتفوا بالمراجع الإمامية  الوجيه وتسمية بيت حميد الدين واتباعهم كحسن زيد وأدعاءات بيت الوزير ..واصبحت تلك الثورة التي خطط لها وشارك فيها رجال اليمن واحراره امثال القردعي والزبيري والنعمان والسلال والارياني والاكوع والشماحي والخادم الوجيه والموشكي والحورش ومحيى الدين العنسي وأبو رأس ..وغيرهم من رجالات اليمن منهم من استشهد في هذه الملحمة ومنهم من كتب له النجاة بعد ان ذاق العذاب في سجون الطاغية ليواصل الكفاح حتى تحقق حلم اليمن التاريخي ....أصبحت  عند صاحب الموسوعة " ثورة الوزير "!!


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار