آخر الأخبار


الجمعة 11 ابريل 2025
كان يوم عرفة عام 1436 يوافق يوم 23 سبتمبر 2015م. و هو اليوم الذي تحرك فيه وفد مجلس تنسيق المقاومة الشعبيةبتعز إلى عدن للقاء بالأخ المشير عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية.
كانت عدن - المدينة الساحرة بجمالها و هدوئها و طيبة أهلها - قد طهرها الأبطال من مليشيا الكهنوت، و كانت آمال و أحلام الحالمة - تعز - تتراقص استبشارا، و فرحا ؛ لتحرير عدن، و أن فرج التحرير سيمتد - حتما - نحو تعز ، فهو نصر سياسي و عسكري و عروبي للتحالف و اليمن معا .
حمل وفد مجلس تنسيق المقاومة الشعبية بتعز- و الذي تشكل من أطياف متعددة - تلك الآمال و الأحلام لطرحها على الرئيس و نائبه رئيس الوزراء - يومذاك - خالد بحاح !
تم اللقاء بالرئيس يوم عيد الأضحى مساء بفندق القصر بالحسوة- عدن، و كان متفهما و متحمسا لتحرير تعز، و أتذكر باللقاء جملة قالها كنصيحة أثارت تساؤلا، قال : أهم شيئ اتركوا الخلاف جانبا و اصطلحوا ! فرد الجميع نحن نعمل معا و ليس هناك أي خلاف بيننا . و بالفعل حتى تلك اللحظة يوم 24 سبتمبر 2015م. لم يكن هناك داخل مجلس التنسيق للمقاومة الشعبية أي خلاف .
و بعد يومين تم اللقاء في صباح يوم 26 سبتمبر بنائب الرئيس و كان أيضا رئيسا للوزراء، و طرحت عليه القضايا التي طرحت للرئيس و حولها عليه، و خرجنا بوعود .
و في المساء كانت هناك مقالة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، و كانت لشخص محسوب على أحد مكونات الوفد، فيه تحريض و استعداء و مزاعم خلاف ..الخ. فطرح المقال للطرف المحسوب عليه الكاتب و للأخ علي المعمري الأجعر، أما الطرف المحسوب عليه الكاتب فقد استنكر، و قال هذا يمثل نفسه و لا يعبر عنا.
أثبتت الأيام- فيما بعد - أن المقالة لم تكن عابرة، و إنما كان هدفها تعزيز تقارير خاطئة عن خلافات ترفع للرئاسة ، و تم نشر المقال بذلك التوقيت بحسابات مقصودة .
بعد أقل من أربعين يوما من زيارة وفد المقاومة لعدن، و بالذات يوم 2 من نوفمبر، وصلت عربتان عسكريتان إلى تعز ، و لكن ليس لقيادة المحور، و لا لأي لواء في الجيش الذي كانت ألويته قد بدأت تتشكل، و الأمر لم يقتصر على تينك العربتين فحسب، و إنما على أطقم و أسلحة متوسطة وثقيلة .. المهم .. مرت العربتان عبر الأقروض فالعروس بصبر بحماية أفراد المقاومة بمديرية المسراخ . هذا المرور للعربتين كأن المقصود منه كان استثارة الحوثيين- كما قال بعضهم - و تنبيههم لفتح جبهة هناك، و بما أن ألوية و معسكرات، بأسلحتها الضخمة كانت قد سُلمت للحوثي، فقد شن هجوما مباغتا و سريعا على مديرية المسراخ ، و بإمكانات عسكرية لا يقارن ما لدى المقاومة بها، حتى وصل إلى مركز مديرية المسراخ في 11 نوفمبر أي بعد أيام فقط من مرور العربتين تلك.
و الشيئ بالشيئ يذكر، فقد استثارت ثلاث عربات قامت بالتنزّه إلى أطراف مديرية حيفان - بنفس الفترة - ثم عادت نحو الطور، فدفعت مليشيا الكهنوت للتقدم إلى مديرية حيفان !
سعى الحوثيون باستماتة للوصول إلى الضباب لإحكام الحصار نهائيا على تعز .
في 16 من شهرنوفمر 2015 كان قائد المنطقة العسكرية الرابعة يعلن ساعة الصفر لتحرير تعز، و بكل تأكيد، لن يفعل ذلك من تلقاء نفسه - رحمه الله- و هذا يذكرنا بما أعلنه المحافظ السابق الشيخ أمين محمود عندما أعلن ذلك - فيما بعد ومن عدن - مطلع توليه شؤون المحافظة، و بكل تأكيد- أيضا- أن هناك من أوعز له بذلك .
و في 25 من نوفمبر 2015م. كان قائدا حوثيا يتعهد لقواد مليشياته أنه و خلال سويعات سيسقط نجد قُسَيْم و موقع الكسارة ، و يريد ثلاثين مليونا لتلك الساعات - و هوكلام التقطته المقاومة من أجهزة المناداة - و احتدمت معركة ضارية جدا، و لم تكن سويعات و إنما قرابة عشرين ساعة متواصلة، انكسر فيها الحوثيون عند الكسارة، انكسارا ماحقا .
و من أفواه مليشيا الكهنوت - من كلام لهم عبر أجهزتهم - طلبوا من القائد المقاول أن يعاود الهجوم، فرفض قائلا : هاجمت بثلاثمائة فرد، لم يبق منهم غير ثمانين، فيما الآخرون بين قتيل و جريح . أكد هذا الكلام الحوثي عبد الملك في خطاب له حين قال لن ينسى دماء قتلاه في معركة نجد قَسَمْ - بحسب قوله - و الكسارة بالمسراخ بتعز .
كان يقود معركة نجد قسيم يومها العميد عبد الرحمن الشمساني قائد اللواء 17 حينذاك .
و انكسر الحوثيون عند الكسارة في ليلة آذنت بفجر تحرير المسراخ ، بعد أن كانت مليشيا الحوثي الإيرانية تسعى لمد ليل الظلام و الكهنوت !
بعدها يوم 30 نوفمبر و أثناء تطهير بقية المواقع استشهد الشيخ سرور عبد الملك المحمدي تقبله الله و كل الشهداء :
تسِيل على حدّ الظُّباة نفوسنا و ليس على غير السيوف تسيلُ
أحمد عبد الملك المقرمي
تقلبات بنوك أمريكا بين التجارة والجمارك والعولمة
غزة: «رحيل طوعي» أم «تطهير عرقي»؟
ماذا لو كان المذهب الشافعي احتلاليا؟!
الحوثي وإيران.. بيع أم نهاية محتومة؟
لقاءات في المرحلة الحاسمة من المعركة
من ليس جمهوريا.. فليبحث عن الإمامة والسلطنات !