الجمعة 19 ابريل 2024
  الخطر الوجودي للحوثي وكُلفة المُرَاوحة
الساعة 01:53 مساءً
عبد اللطيف المرهبي عبد اللطيف المرهبي

الكُلفة الباهظة التي دفعها الشعب اليمني على امتداد خارطة البلاد نتاج كارثي لعدم الوقوف بوجه الفاشية الحوثية وانقلابها منذ احتلال عمران منتصف العام ٢٠١٤م، حتى توالت عملية إسقاط المحافظات مروراً بالعاصمة صنعاء وحتى وصلت جحافل الانقلاب إلى عدن وكل البلاد.

 

الموقف المتأخر عادة ما تتضخم ضريبته ويبطئ مفعوله وفاعليته، ولنا في ذلك تجربتان الأولى تتمثل في تأخر موقف وقرار المقاومة لخطر الإرهاب الحوثي وأضراره حتى اكتمل الانقلاب وسيطرت المليشيات الانقلابية على اليمن من صعده حتى عدن، والثانية تكمن في تأخر حسم المعركة حتى اليوم.

 

يتحمل الجميع مسؤولية هذه الأوضاع التي لولا التراخي والحسابات التائهة والشتات المخجل لقوى الشرعية السياسية التي ألقت بظلالها على المشهد العسكري القتالي في الميدان وأربكته حتى استطاع العدو مراراً إعادة ترتيب صفوفه ليعود قويا بتحشيدات بشرية مهولة من "المغررين" وأسلحة نوعية "تضخها" إيران، رغم مراحل الضعف والهزيمة التي وصل إليها الحوثي في مواطن كثيرة، وكان آخرها معركة الساحل والحديدة الذي جرى إنقاذ المليشيا منها باتفاقية استوكهولم.

 

الإرهاب الحوثي خطر وجودي عقائدي أمس واليوم وغداً وحتى يوم القيامة، ومن يجهل ذلك أو حتى يقلل من خطر الحوثي ومشروعه العنصري الدموي فلا تعويل عليه بعد.

 

الدم اليمني الذي أهدرته العنجهية الحوثية بأحقاد الأزمان الغابرة وأهواء أحقية الحكم الباطلة وأجندات إيران العابثة على امتداد الوطن ليس بالقليل ولا بالهين، ولن يتوقف نزيف الدم الا بإنهاء الانقلاب وهزيمة هذه المليشيا الفاشية عسكريا.

 

مشاهد أكوام الخراب والدمار التي خلفتها المليشيا الحوثية في كل المدن وفي مقدمتها عدن الباسلة كافية لمن طرأت على ذاكرته الجمعية الغشَاشة والثقوب.

 

وتجارب السنين الماضية كفيلة بتأكيد استحالة رضوخ ومصداقية الفاشية الحوثية لأي فرصة سلام فلا داعي لـ"الموالهة" والمثاليات والتذاكي الذي أضاع البلاد، هذه ميليشيا لا عهد لها ولا ذمة لا مع خصم ولا حليف، لا أمن ولا استقرار لليمن والمملكة والإقليم والملاحة الدولية للعالم إلا بهزيمة عسكرية للمليشيا الإرهابية الحوثية المدعومة والمدفوعة من إيران في اليمن وما دون ذلك مجرد أوهام ومسكنات لتأجيل استمرار المخاطر حينا من الوقت وستعود من جديد.

 

اما اخواننا القابعون في مناطق سيطرة الإرهاب الحوثي فلا يحتاجوا لمزيد من الإثبات والبراهين على خطورة بقاء هذه العصابة متحكمة في شبر من الأرض وقد عاشوا التجربة القاسية وعايشوها وذاقوا مرارة أوجاعها ومآسيها لخمس سنوات، فقط يحتاجون إلى ما يبعث الأمل وسترون مواقف وأدوار بطولية داعمة ومساندة للشرعية لم تكن في الحسبان.

 

فلتتوحد الجهود وتغلق دوائر التفرقة وأوهام نظريات المؤامرة وشيطنة الآخر أو التقليل منه وتتوجه كل أدوات الحرب من الكلمة إلى آخر طلقة نحو العدو الحوثي الجاثم على صدور وقلوب اليمنيين والنصر حليفنا.

 

لن تأمن نقطة الانطلاقة التي كنست المليشيا ومرغت أنوف عصابتها في التراب دامت نقطة النهاية خارج الهدف والفعل، ولقد كانت عدن ومأرب نقطتي بداية لدينا لتكون صعده نقطة النهاية لمشوار التحرير وإنهاء الانقلاب والإرهاب الحوثي الإيراني.

 

الفرصة مواتية اليوم قبل الغد لكسر وهزيمة الإرهاب الحوثي المتنامي الذي استهدف الجميع، فلا تهدروها يا قوى الشرعية، إذ ليس بالضرورة تعزيز جبهات محيط مأرب التي تواجه وتكسر هجمات لم يسبق لها مثيل، هناك خيارات أخرى في متناول اليد لدى جميع الجبهات للتحرك وتحقيق انتصارات ومكاسب عل الأرض بأقل الإمكانات والخسائر وأقصر وقت وكلها جبهاتنا في الحديدة وحجه وتعز والضالع والجوف وصنعاء ولحج والبيضاء، وذاك عدونا وتلك أرضنا ومسؤوليتنا تحريرها ورفع المآسي والجور والتوحش الذي تمارسه همجية المليشيا الحوثية الإرهابية الغاشمة على الشعب.

 

يجمعنا هدف واحد وقضية واحدة ودم واحد وتفرقنا الأوهام والشائعات والتوهان والتذاكي، وكل ذلك أضاع اليمن وأسقط الدولة وهد بناءها ودمرها في تجارب سابقة وقريبة.

 

 


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار