الخميس 25 ابريل 2024
رحى المعارك من مأرب الى أبواب صنعا.
الساعة 11:59 مساءً
رمزي القحطاني رمزي القحطاني

 

في الرابع من نيسان إبريل من العام 2019 أمر الإنقلابي خليفة حفتر قواته بالتوجه نحو العاصمة الليبية طرابلس للسيطرة عليها، وعندما توجهت القوات العسكرية مدججة بالسلاح الفرنسي الإماراتي الحديث سيطرت على مدينة غريان ثم تقدمت الي مطار طرابلس الدولي وتمركزت على بعد 25 كيلو متراً من العاصمة الواقعة تحت حكم حكومة الوفاق، وبدأت مدافع الإنقلابيين وميليشيات الفاغنر تقصف الأحياء السكنية وسط العاصمة.

 

تدخلت الأمم المتحدة ومجلس الأمن لمنع حدوث كارثة إنسانية في المدينة المكتضة بالسكان المدنيين فرفض حفتر ذلك، وما إن انتشرت المسيرات التركية في الأجواء والعربات المُدرعة على الأرض التي زودت بها أنقرة قوات حكومة الوفاق استطاعت تغيير المعادلة وخارطة السيطرة، وخلال فترة وجيزة تمكنت عمليات بُركان الغظب من دحر ميليشيات الإنقلابيين من على أسوار العاصمة ووضعت يدها على قاعدة الوطية ذات الثُقل العسكري والإستراتيجي لمن يضع قدمه عليها.

 

نظر حفتر للمُتغيرات الدُراماتيكية المُتسارعة في الميدان، والتحولات التي غيرت سير المعارك من الهجوم إلى الدفاع، ومن السيطرة إلى خسارة مواقع جديدة، فأدرك  أن قواته التي كانت تُحاصِر بالأمس اصبحت تُحاصَر اليوم في مواقعها، وإن لم يتدارك الأمر باكراً فربما سيُحَاصَر هو ومن تبقى معه من قواته في مدينة هي آخر معاقِله گ "بنغازي" ، حينها اختار مسار السلام وجنح إليه، وقبل ببقية المُكونات أن تكون شريكة له في الحُكم ودخلت ليبيا مرحلة جديدة من السلام والبناء.

 

نحن كيمنيين لدينا تجربة كبيرة مع الحوثي، فحينما كان مُحاصَراً في جبال مران منذُ  2004  لم يستطع الخروج منها إلا عندما تلقى الدعم من قبل عفاش وأخرجه من قُمقُمه وتقوقعه على نفسه في مواقعه، فسيطر على صعدة ثم عمران ودخل منها إلى صنعاء وابتلع اليمن بأكمله، وما إن قاومه الجمهوريون دفاعاً عن جمهوريتهم أدخل الوطن في حالة من الإقتتال الأهلي لسبع سنوات ولا يزال مصراً عليه.

 

تعالت الأصوات المحلية والدولية المنادية بالسلام، وكثُرت الدعوات وطُرحت العديد من المبادرات لإخراس دوي المدافع وإيقاف نزيف الدماء اليمانية التي تسيل كل يوم، لكن الحوثي أبى ورفض كل ذلك، إختار لغة السلاح عن الحوار، والمبارزة بالسيوف على المُصافحة  والعناق.

 

قال الحوثي إن اليمن لا تُقسم على إثنين، إما أن نحكمكم أو نقتلكم وليس لكم من محيص، وها قد جربناه وأدركنا كل نواياه، التهمت ناره مُعظم أجسادنا وباتت تُغطينا حد أُنوفنا، وإن لم نُقاتل بشراسة فإننا كلنا إلى زوال.. كلنا جميعاً، ليس أمامنا من خيار آخر سوى المواجهة حتى النهاية، وهذا هو ما اختاره لنا ولسنا مُلامين إن فعلناه وأفرطنا في استخدامه.

 

لن يستسلم الحوثي إلا عندما يتلقى ضربة عنيفة بمضرب حديدي صلب بين عينيه تفقده صوابه وتوازنه،

طحن قواته في الجبهات يعني تقطيع عضلاته وأوصاله، وتحرير الأراضي التي يُسيطر عليها تُحرمه الكثير من الموارد المالية والحاظنة الشعبية التي تمده بالقوى البشرية المُقاتلة، بإختصار: تحطيم المرتكزات التي أقام عليها أركان حكمه ستجعله يهوى على الأرض ويخرُ صريعاً.

 

إن ما يجب على حكومتنا وقيادة جيشنا هو التركيز على حل أخير " تحطيم المرتكزات " وهذا ما تركه لنا الحوثي نفسه لنستطيع الخروج ببلدنا وشعبنا إلى بر الأمان من ساحة معركة غير واضحة معالم نهايتها، فتحرير كامل تراب محافظة تعز والحديدة والضالع والبيضاء وما تبقى من الجوف ومأرب والتقدم صوب صنعاء ونصب المدافع على أسوارها ستجعل الحوثي يرضخ  للسلام ويقبل أن يكون واحداً من المكونات اليمنية وشريكاً في الحُكم وليس متفرداً به، ويداً مع الأيادي البانية وليست الهدّامة، حينها سنستطيع أن نودع البارود وتصفو سماءنا وتخضر أرضنا بعد قحل دام بها طويلاً، ثم نُعلق بنادقنا في المجالس بدلاً من الأكتاف، والسلام حق للجميع كما أن القتال فرض على الجميع، وتعود اليمن أماً لكل اليمنيين ولو بالقوة أحياناً.


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار