الخميس 25 ابريل 2024
لا شيء يطرب الروح كحديث العمال
الساعة 10:39 مساءً
سام البحيري سام البحيري

عند عودتي من شارع جمال صعدت بباص نقل كان في مقعده الخلفي ثلاثة رجال تتفاوت أعمارهم بين العشرين والخمسين،
وعلى المقعد الأمامي شاب لم يتجاوز العشرين من عمره قد عصب على رأسه غترة سوداء اللون نصفها غبار العمل ونصفها الباقي قد زال سواده من فرط مكوثه الطويل تحت حرارة الشمس ذهابا وإيابا أثناء العمل.

رفاق  الروح في المقعد الخلفي كان حديثهم عن يوم غد وكيف سيكملون نقل مواد البناء من نيس وبُلك إلى الدور الثالث،
المزاح يتلو في ملامحهم سورة الإخلاص في العمل،
وعيونهم الممتلئة بالغبار تحولت من لونها الأبيض إلى الأحمر
تحدثوا كثيرا عن العمل وعن رب العمل ومعاملته الطيبة لهم..
أما الذي في المقعد الأمامي فقد كان يطلب من السائق أن يسرع قليلا فإنه جائع من فرط تعبه بعد يوم شائق تحت حرارة الشمس، كونه سائق عربية ينقل بها التراب من أرضية رب العمل إلى جوار الشارع،
طلب منه السرعة كي يذهب إلى احدى البوفيات كي يتناول وجبة العشاء سريعا كي يخلد إلى النوم عند الثامنة مساء إلى النوم فموعده مع صباح ينتظره لإكمال عمله الذي تقاوله لمدة ثلاثة أيام،

كان يتحدث للسائق ويقلب أرقام بجواله ذو الزرارات وقد حزمه بربل كي لا تسقط بطارية الشحن.
هم هؤلاء أحباب الله وهم أحبتي.


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار