الجمعة 29 مارس 2024
تحرير صنعاء من باب المندب
الساعة 07:29 مساءً
محمد عبدالله القادري محمد عبدالله القادري

ثمة مؤشرات ومعطيات تشير على ان مخطط إيران في اليمن في ظل المعركة العسكرية التي تدور حالياً يقتضي السيطرة على مأرب بهدف تأمين صنعاء من الجهة الشرقية والسيطرة على ثروة النفط والغاز ثم التوجه بعدها للتقدم من اتجاه تعز للسيطرة على باب المندب لما لهذا الموقع من أهمية كبرى لدى إيران إذ سيمنحها التمركز على موقع تحكم عالمي ويجعلها تقوم بعملية انفصال بحري بين اليمن الشمالي والمملكة السعودية وبين جنوب اليمن وبقية دول الخليج كما سيجعلها تقوم بعملية محاصرة بحرية للمملكة ومصر والسودان والدول العربية التي تمتلك حدود على البحر الأحمر بالإضافة للقيام باستثماره اقتصادياً بشكل مماثل لقناة السويس لتجني منه ما يقارب ستة مليار دولار سنوياً وهو المبلغ الذي يفوق ميزانية اليمن قبل الحرب.

ولذا من يظن ان إيران ستتخلى عن مشروعها في اليمن فهو واهم ، قد تفضل إيران ان تتخلى عن مشروعها في العراق ولبنان وسوريا مقابل ان تتمسك بمشروعها في اليمن .

أيضا من يعتقد ان تجنح إيران للسلام فهو واهم ، إذ انها لا يمكن ان تقبل بإيقاف الحرب والتفاوض إلا بعد سيطرتها على مأرب وباب المندب لما لموقع باب المندب من أهمية يجعلها ذات ثقل اقليمي ولديها اوراق ضغط سياسية كبيرة وفي هذه الحالة قد ممكن تقبل بالتفاوض والصلح وفق شروط تمنحها الشراكة في التواجد العسكري في باب المندب والحصول على مردود اقتصادي.

بعد تحول معركة مأرب من الهجوم إلى الدفاع وتراجعها للخلف ، فإن هذا يغلق باب التقدم لتحرير صنعاء من الجهة الشرقية ويجعله يحتاج لوقت كبير .

وفي ظل فشل قوات محور تعز في تحقيق تقدم في تحرير تعز في وقت ينشغل فيه الحوثي بمعارك بمأرب ، فإن هذا سيجعل قوات محور تعز غير قادرة عن الدفاع عن تعز في ظل تفرغ الحوثي وتحقيق هدفه في مأرب وتوجهه نحو تعز وهو الأمر الذي سيجعله يتقدم بشكل كبير في تعز نحو المناطق القريبة لباب المندب.

الحوثي يعد لمعركة كبيرة برية وبحرية  بعد سيطرته على مأرب ، إذ سينتقل للهجوم على تعز والساحل بخطة تمكنه من السيطرة على كامل تعز مدينتها ومديرياتها وتجعله يشن هجوم على قوات الساحل من اتجاه مدينة الحديدة وحيس والمخا بما يمكنه من محاصرة قوات الساحل من الامام اتجاه مدينة الحديدة ومن الخلف اتجاه القرب لباب المندب .

ولكن يجب ان يتم اتخاذ خطة ذكية تستدرج الحوثي بشكل يجعل الحوثي محاصراً داخل اليمن ويستقطب المجتمع الدولي للوقوف ضده ويؤدي لتحرير صنعاء بشكل بري وجوي وبحري وفق شراكة تتضمن قوات الساحل والتحالف العربي والمجتمع الدولي.

كان هناك سلبيات كثيرة لاتفاق استو كلهوم إلا ان هناك ايجابية واحدة تمثلت اظهار نوع من الخطورة التي يشكلها الحوثي على خطوط الملاحة الدولية من بقاءه في الحديدة إلا ان هذا الظهور لم يكن بالشكل المطلوب الذي يجعل المجتمع الدولي يقف ضد الحوثي بطريقة تؤدي لاستكمال تحرير الحديدة وتحرير صنعاء.

المجتمع الدولي حالياً لا يشعر بخطورة الحوثي الكبيرة على خطوط الملاحة لأن التحالف يقوم بعملية حماية كبيرة للمياه البحرية اليمنية في البحر الأحمر، ولن يشعر المجتمع الدولي إلا في حالة قيام الحوثي بشن هجومه الكبير على ساحل الحديدة وباب المندي وتشكيل التأثير على خطوط الملاحة واعاقة تقدم او مرور سفن التجارة العالمية.

على قوات الساحل ان تعي خطورة المؤامرة الإيرانية المحاكة ضدها والاستعداد للتعامل مع مخطط الحوثي القادم بشكل ذكي يمنحها التقدم على الأرض بدلاً ان تظل في موقع الدفاع مشتتة قواتها بين مدينة الحديدة وحيس والمخا من اتجاه تعز لتواجه هجوم حوثي مستقبلي حولها من جميع الاتجاهات يقترب من باب المندب ويجعلها بين فكي كماشة.

إذ عليها ان تسعى لالغاء اتفاق السويد واظن انها قادرة الآن بعد تشكيل مكتب سياسي لقوات المقاومة الوطنية بالساحل ، وعند سيطرة الحوثي تعز والتقدم باتجاه باب المندب يجب على قوات الساحل ان تنطلق لتحرير مدينة الحديدة واستكمال الشريط الساحل ليلتقي بميناء ميدي وحرض ومنفذها الحدودي.

في حالة تشكيل الحوثي الخطورة على باب المندب فإن ذلك سيزعج المجتمع الدولي ويولد استنفار عالمي ضده ، وهو الأمر الذي سيؤدي لتدخل دولي لمحاربة الحوثي جوياً ويجعل قوات الساحل تتقدم لتحرير صنعاء برياً من الاتجاه الغربي.

في اعتقادي الشخصي ان عملية السلام لن تتحقق في اليمن حالياً والسبب مشروع إيران  الذي يسعى لتحقيق اهدافه باليمن ويرفض مبادرات السلام وينكث بالاتفاقات ، وهو الأمر الذي سيجعل اليمن تنتقل لمعركة حرب أشد ضراوة.

وإيران مصرة على توجهها نحو باب المندب ، ومن باب المندب سيكون سبب تحرير صنعاء بتأييد دولي والقضاء على مشروع إيران باليمن.

واظن ان معركة تحرير صنعاء وفق هذه الاسباب والمعطيات سيتم بعد ثلاث سنوات من يومنا هذا 5 أبريل 2021 تزيد قليلاً او تنقص قليلاً .

 


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار