الخميس 25 ابريل 2024
ضد الدولة الشرعية أم ضد فشلها وضعفها
الساعة 02:03 صباحاً
محمد عبدالله القادري محمد عبدالله القادري

من الأطراف المناهضة لميليشيات الحوثي ، أعتقد ليس هتاك من المواطنين من يقف ضد استعادة الدولة وإيجاد مشروعها القوي ، انما هناك من يرفض فشل الدولة وفسادها وضعفها .

معروف أن ما يحدث في اليمن سببه مشروع الحوثي الانقلابي على الدولة ، ومعروف أن الحل لا يكون إلا باستعادة الدولة ، ولكن ما هي الدولة التي يجب أن تكون ولماذا تعود لتحرر صنعاء وتسيطر على كل تراب اليمن وتخلصه من الانقلاب الحوثي.

الدولة المطلوبة يجب ان تكون دولة قوية وناجحة ، والدولة التي ليست قوية وناجحة لن تستطيع ان تعود ولا يمكن ان تحرر صنعاء.

فشل الدولة الشرعية وضعفها في المناطق المحررة ، جعلت الناس يستاءون منها في كل مناطق اليمن.
فالذين في المناطق المحررة مستاءون منها لأنها لم توفر لهم الخدمات وتخفض الاسعار وتصرف المرتبات.
والذين في المناطق التي لم تتحرر فقدوا الأمل فيها ، فهم يرون ان صرف الريال السعودي في المناطق المحررة بمائتين وثلاثين ريال بينما بمناطق سيطرة الحوثي بمائة وستون ريال ، فكيف يرحبون بدولة ويقفون معها لتأتي وترفع سعر الصرف سبعين ريال عن الصرف الذي عندهم ، وهل يعقل ان تكون سلطة الدولة في مناطقها اضعف من سلطة الانقلاب بمناطق سيطرته بناءً على سعر العملة كمقياس للمقارنة.
وعلى كلٍ فإن المواطنين في مناطق سيطرة الحوثي لم يكونوا ضد الدولة الشرعية ولكنهم ضد فشلها وضعفها.
بل وهناك اجماع في المناطق المحررة وغير المحررة ضد هذا الفشل.

أكيد ان هذا الفشل والضعف وراءه أسباب تتمثل في الفساد والاقصاء والتهميش ، ولايجاد دولة قوية لابد من التخلص من عوامل الفشل ، وهنا يحب محاربة الفساد وعمليات الاقصاء والتهميش والظلم .
ليس من ينتقد فشل الدولة وفسادها يقف ضدها ، وانما يقف معها ويحارب نقاط وأسباب فشلها ، ولذا فهو غيور وطني يقف مع المصلحة العامة .
انما من يقف ضد الدولة هو ذاك الذي يرفض انتقاد الفاسدين ويتولى الدفاع عنهم ليصبح مدافعاً عن فشل الدولة وفسادها وراضياً بضعفها ، وهنا اصبح يتحد مع الحوثي في محارية الدولة ، إلا ان الفرق هو ان الحوثي يحارب الدولة من خارجها وهذا يحاربها من داخلها ، وأعتقد ان الذي يحاربها من داخلها أخطر.


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار