الجمعة 29 مارس 2024
اليمنيون.. أكثر التزاماً بالمظاهر الدينية واكثرهم ممارسة للفساد!
الساعة 09:44 مساءً
علي عبدالملك الشيباني علي عبدالملك الشيباني

 

اليمنيون أكثر الشعوب الاسلامية احتفاء بالمناسبات الديني، وفي مقدمتها حلول شهر رمضان وما يرتبط به من الشعائر والأذكار.

 

في رمضان لا يكل الناس من تبادل التهاني والتمنيات والدعاء لبعضهم بالكرم وتذكير بعضهم بمناقب الشهر الكريم، والنصح المتبادل بضرورة فعل الخير وتفقد الأيتام والمحتاجين وزيارة الأرحام.

 

يقتني معظمهم المسابح مترافقة مع تلك التمتمة في الشوارع وعلى ظهر المواصلات العامة، يضاعفون من أداء العبادات والصلوات وذكر الله والصلاة والسلام على رسوله وآلة وأصحابه.

 

يفتحون ميكرفونات سياراتهم بالقرآن الكريم والخطب والمحاضرات الدينية بمختلف مضامينها ومدارس من يلقونها.

 

كما أن هناك الكثير من يهتمون لتربية اللحى واستخدام المسواك، وبما حوله في رمضان تحديداً إلى واحدة من الضرورات المكملة للاحتفاء بالمناسبة.

 

ميكرفونات الجوامع تضاعف في رمضان من نشاطها، الكلمات والخطب والمحاضرات الدينية والاذكار وقراءة القرآن، وبما يشعرك ان دخولنا في الاسلام لم يمضي عليه أكثر من خمس سنوات.

 

في رمضان يكثر الصوفيون من إقامة الموالد في زواياهم، وتضاعف جماعة الدعوة من سفريات منتسبيها للأرياف بهدف ” نشر الاسلام “، أما جماعة الحوثي فتهتم بمسألة تجذير الخطاب المذهبي، فيما تركز جماعة الحيض والنفاس والسلف وعبر السنتهم في الحشوش على ” المكالف “، على لبسهن وخطوهن وضحكاتهم واكلهن وشربهن.

 

بالمقابل وأمام هذه الاجواء الرمضانية، تجد اليمنيين أكثر الشعوب الاسلامية ارتكاب للخطاء وممارسة للفساد والغش والخداع والبرم واللف والدوران والبذخ في الطعام وغيره من المواد الاستهلاكية

 

الأسعار تتضاعف استغلالاً للمناسبة وتقليدية المعيشة الاستهلاكية في هذا الشهر الفضيل، إلى جانب اختفاء بعض المواد الغذائية كمقدمة لرفع أسعارها.

 

كما تقدم السلطة الحاكمة على مضاعفة محاصيلها من ضرائب وغيرها من التسميات، إلى جانب مضاعفة الرشاوي والاتاوات للمحصلين والمكلفين بهذه المهام الايرادية للجيوب في معظمها، في وقت توجه رئيسة وزراء المانيا بإلغاء الضرائب على مسلمي بلدها في شهر رمضان تقديرا لمناسبتهم الدينية

 

كل هذه المظاهر والافعال المنافية لتعاليم الدين تتم في الظروف العادية، فما بالكم في ظل هذه الاوضاع المعيشية القاتلة، التي تضطر غالبية المواطنين لتوفير حاجاتهم دون اعتبار للوسيلة الموصلة لذلك.

 

التطرق لهذه الحقائق لا يأتي من باب المسخرة والتنكيت، بل بدوافع الوقوف على حقيقة أحوالنا ومجمل أمراضنا التي يجب علينا الاعتراف بحقيقتها، كبداية ضرورية على طريق علاجها والخلاص منها، وإن كان هذا الأمر يتطلب لتحقيقه دولة وطنية، متجاوزة للعرق والمذهب والقبيلة والفندم.

نقلا عن "الشارع"


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار