الخميس 28 مارس 2024
استقرار اليمن بجيش موحد وإسلام سلفي وصندوق انتخابات
الساعة 12:28 صباحاً
محمد عبدالله القادري محمد عبدالله القادري

مشكلة اليمن معقدة جداً جعلته حالياً الأسوأ دولة عالمياً.
فهو البلد  ذو الوطن الواحد وهو اليمن ، ولكن داخله عدة انقسامات عسكرية كل قسم يتبع طرف سياسي ، بعضه منقلب على الدولة وبعضه محتكر للدولة وبعضه خارج الدولة.
وهو البلد ذو الديانة الواحدة وهي الاسلام ، ولكن داخل هذه الديانة انقسامات كثيرة من صوفية ومذهبية شافعية وزيدية وحركات اسلام سياسي وبهائية واسماعيلية وطائفية شيعية وسلفية متعددة الانقسامات بالاضافة لتيارات فكرية اخرى يمينية ويسارية.
وهو البلد ذو اللغة الواحدة وهي العربية ولكن داخلها عدة لهجات لهجة لحضرموت ولهجة للمهرة ولهجة لمأرب والجوف ولهجة لعدن ولهجة لأبين وشبوة ولهجة لصنعاء وما جاورها ولهجة لتعز ولهجة لإب ولهجة لتهامة وغيرها.

 وامام كل هذه التباينات والانقسامات اصبحت اليمن ساحة صراع مناطقي وفكري اضعفت الدولة وانتجت المعاناة للشعب اقتصادياً وأمنيا..
وللقضاء الجذري على هذا الصراع يجب ان نفرق بين طريقة تعقيد الحل وطريقة الحل الناجح.

طريقة تعقيد الحل هي عملية تقاسم السلطة عسكرياً وادارياً على أساس تقاسم بين القوى السياسية او على اساس عرقي قبلي او على اساس مناطقي ، وهذا التقاسم سيجعل الوطن بمثابة كعكة يتقاسمها الاطراف والقوى المتصارعة ليستفيد من ذلك القادات ولن يستفيد الشعب.

 ايضاً هذه الطريقة لن تكون حل جذري للصراع على السلطة انما حل مؤقت تحتفظ بالصراع او توقفه لينفجر مرة اخرى مستقبلاً.

 طريقة الحل الجذري التي تؤدي لاستقرار اليمن ونجاح الدولة ، وهذه الطريقة تتم عبر ثلاثة عوامل.

العامل الأول : جيش موحد.
لا يمكن ان يستقر بلد داخله انقسامات في الجيش .
وهنا يجب ان يتم توحيد الجيش شريطة ان يكون جيش مستقل وولاءه للوطن وانحيازه لصف الشعب.

 العامل الثاني: إسلام سلفي.
أثرت تيارات الاسلام السياسي سلباً على الوطن والدين بسبب توجهها نحو الاستحواذ على السلطة من منظور عقائدي تنسبها حقاً للتيار الاسلامي واعضاءه الذي تدعيه وليس للاسلام عامة و لكل المسلمين.
وهنا يجب دعم نهج الاسلام الصافي لمواجهة تلك الافكار ، وهذا النهج موجود في الجماعة السلفية ، ورغم ان الجماعات السلفية قد تعددت وانشغلت بخلافات داخلية حتى لا تدري من هو صاحب الحق ، ولكن الجماعة السلفية المطلوبة هي تلك التي تؤمن بمبدأ طاعة ولي والأمر وتحرم الخروج عليه وتحارب الفتن وتدعو لتوحيد الصف وترشد بالحكمة والموعظة الحسنة وحريصة على هداية الناس ومنشغلة بتعليم الناس امور دينهم وليست منشغلة بالمعارك الكلامية او متأثرة بالاسلام السياسي او ساعية نحو السلطة.

 العامل الثالث : صندوق انتخابات.
ولأن اليمن فيها التعددية السياسية وعدة احزاب ونظامها جمهوري ، فيجب السعي نحو الديمقراطية وصندوق الانتخابات كوسيلة للوصول نحو السلطة ، والفائز يحق له حكم الشعب ، وهذا ما يعزز مبدأ التنافس بين القوى السياسية والتسابق لخدمة الوطن والشعب.

 تحتاج اليمن لجيش موحد كجيش مصر ، ولنهج إسلام صافي كالنهج السلفي الذي في المملكة السعودية المصطف خلف قيادتها.
ولمسار انتخابي ديمقراطي نزيه كديمقراطية امريكا.
وعبر هذه الثلاثة العوامل ستستقر اليمن بشكل دائم وتنتقل من أسوأ دولة في العالم إلى الدولة المتميزة في العالم.


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار