الجمعة 19 ابريل 2024
لقد غدرت بنا أجسادنا
الساعة 02:32 صباحاً
فكرية شحرة فكرية شحرة

لقد غدرت بنا أجسادنا.. هكذا ببساطة !! تخلت عنّا وتآكلت بعيدا عن نظراتنا المتفحصة.
وهذه الروح المشبوبة حماسة وفتوة راغبة بالتخلي عن هذا الجسد المنهك.
لقد كنت ألمح أجساد الرفاق تتراجع عنهم ونحن نمضي في الحياة وأظن أن جسدي كما هو ثابتا معي لا يتغير!!
من الجيد أن شعورك بأنك تتقدم في العمر حين تبدأ الحياة بإزاحتك من بعض الصلاحيات حدث لا يخصك وحدك.
إنه شعور جماعي لجيلك كاملا كأنما هو خروج جماعي في تظاهرة واحدة تتعالى فيها أصواتكم جميعا بالاستنكار لكنك قد تسمع صوت أقربهم إليك ولا تسمع صوتك.
إنها التظاهرة الطبيعية قبل الخروج من الخدمة نهائيا !!
نواسي أنفسنا أن تلك الملامح التي تصبح أكثر عمقا ليست علامات تقدم العمر وإنما علامات خبرة الشعور !! 
كل شعور تعمقنا فيه ترك بصمته على وجوهنا.
ذلك الذبول الذي يغشى وجوهنا هو خيبات القلب فقط وهالات العيون هو حزن رمينا به خلف جفوننا كي لا تلمحه عيون الذين خذلونا.
نحن مثل دور القرية يعتقنا الحنين إلى الماضي فالشروخ التي على جدران البيوت ليست سوى تلك التجاعيد التي على وجوهنا بفعل الزمن.                       
إننا نتقبل التقدم في العمر لكننا نخشى التوغل في الوجع فالألم دائما كامل النشاط موفور الصحة حاضرا مع كل فكرة وخيبة تهز الروح ولو كانت آلام الروح لا تنعكس على الجسد أوجاعا لكنا بخير.
للروح قوة وجلد لا يملكها هذا الجزء الطيني الهش فينا؛ نراه يذوي وتتصدع أرجائه ثم يفنى..
لتخرج الروح من أساره يوما وقد نسيت شأن الدنيا بأكمله.


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار