السبت 27 ابريل 2024
الأقيال سادة اليمن
الساعة 12:25 صباحاً
محمود رزق الله بهكلي محمود رزق الله بهكلي

 


تتنامى فكرة القومية (أقيال) يوميا بشكل كبير، وتستشري كسيل ينمو باستمرار وهو يتجه نحو هدفه، تغذيه روافد صغيرة بعضها قد لا يُأبه له.
يعود هذه الانتشار السريع والتقبل لهذه الفكرة في قلوب اليمنين نتيجة طبيعية لعوامل تاريخية واجتماعية ونفسية تعتمل في كوامنهم بسبب التسلط التاريخي للهاشمي. تراكمت وتأججت والآن وقت ثمرتها ونتاجها.
فكرة الأقيال، هذه الفكرة القائلة: بأن اليمني سيد أرضه، والتي تحارب فكرة الطبقية، وخصوصا فكرة التعالي الهاشمي، والذي عانى منه اليمنيون مدد طويلة من تاريخهم، والذين لم ير اليمنيون منذ تواجد الهاشمين في البلد إلا المعاناة والدمار والدماء.
جميع اليمينين يؤمنون بمجمل هذه الفكرة بمختلف انتماءاتهم السياسية والدينية، وفئاتهم، ومناطقهم، من يستطيع الحديث علنا ومن آثر الصمت لسبب أو لآخر، بل والله الكثير ممن فرض عليه تأييد الحركة الحوثيين ممن هم تحت سلطة الأمر الواقع يؤمن بفكر الأقيال وإن لم يستطع البوح، حتى بعض المتدينين الذين يتحفظون من بعض أفكار (الأقيال) لا يعارضون أساس ما قام عليه الأقيال، لهذا ستكتسح الفكرة وسيأتي اليوم الذي نتذكر هذا الكلام.
سيعقب هذا التناميَّ الفكري لو استمر بهذا الزخم -ولا محالة كنتيجة حتمية يشهد لها التاريخ- ثورةٌ عظيمة وإن تأخرت نتيجة لقوة تسلط الهاشمي أو عدم مؤاتاة الظروف لحملة هذا الفكر، لكن هذه المرة ستكتسح وسيكون لها نتائج أقوى مما سبقها .
الثورة الأوربية التي اكتسحت الحكم الأقطاعي والكهنوت الكنسي وبالغت في اقتلاع جذورها، سبب نجاحها أنه سبقها حراك ثقافي واسع جدا، بل أن القرن السابع عشر كان عصر الفلسفة السياسية بامتياز وإن ضعفت الفلسفية المعرفية، لكن نشطت الأفكار السياسية، فما أسقط الثوار الأنظمة القائمة حينها إلا لأنه كان في المخيلة الثورية وعقلها وفكرها نظام ملحوظ في النصوص الفلسفية. وفشلت الثورات المتقدمة لأنها لم يسبقها زخم فكري موحد يلملم جموع الثائرين وينير طريقهم.
ومن هذه الفكرة يتبين لنا سبب عدم نجاح ما سبق ثورة الأقيال من الثورات ضد هذا الكهنوت، لم يكن الفكر القومي بهذا الزخم ولا وسائل انتشارها بهذا الشكل، لكن مع تعدد وسائل نقل الفكر، والأرضية الواسعة المتقبلة لهذه المنظومة الفكرية سنشهد هذا النهوض الجبار لهذه الثورة.
ثورة الأقيال قادمة ولا محالة، هكذا يقول التاريخ، وإنما السيل اجتماع النقط.


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار