حسين الوادعي

توضيح أكثر..

احترام المعتقدات فكرة جميلة نظريا.. مستحيلة عمليا..

المعتقدات قائمة على رفض بعضها والسخرية من بعضها البعض،  ولو أردنا إحترام المعتقدات سنضطر لإلغاء جميع المعتقدات.

الأديان تزدري الأديان وتقوم على بطلان غيرها،  والايديولوجيات تزدرى الأيديولوجيات وتقوم على نقضها والسخرية منها. وصلب العقائد قائم على عدم احترام وتسفيه العقائد الأخرى.

أنا لا احترم معتقداتك، ولست مطالبا بذلك، لكني أحترم حقك في التعبير عنها وفي ممارستها ما دامت لا تتعدى على حريات أو حقوق الآخرين.

لنحاول تطبيق ذلك على الإسلام.

الاسلام يسخر من المعتقدات الأخرى ويهاجمها.. مثلا:

1) يسخر من اليهود والنصارى "وقالت الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ الله وقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ الله ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ الله أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ".

2) ويكفر المسيحيين "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ الله هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا الله رَبِّي ورَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِالله فَقَدْ حَرَّمَ الله عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ومَأْوَاهُ النَّارُ ومَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ".

4) ويسخر من المشركين ويحقرهم " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ".

5) ويعتقد المسلمون أن دينهم وحده وهو الدين الحق، وبقية الأديان خرافات وباطل.

فلو طبقنا قاعدة "احترم معتقداتي ولا تنتقدها" أو "لا يحق لك السخرية من معتقدي" فمطلوب مننا إلغاء الآيات القرآنية التي تهاجم وتسخر من الديانات الأخرى،  أو أن نتخلى عن جوهر العقيدة الإسلامية "الدين الخاتم/ الدين الحق" لأن في ذلك عدم إحترام لمعتقدات الآخرين.

مرة أخرى...من حقي اعتبار معتقدك سخيفا مثلما أنت ترى معتقدي سخيفا وباطلا.. لكني أحترم حقك في التعبير عن معتقدك وفي ممارسته.

التعبير عن معتقدك حق مطلق. 

وحقك في ممارسة معتقدك حق مقيد بعدم اعتدائه على حريات الآخرين.