عبدالوهاب الحميقاني

العجيب أنا لما نتكلم في مسألة علمية بغض النظر عن صوابها من خطئها

عندما نريد رفضها نضعها من مقالات محمد بن عبدالوهاب وفكره

في سياق خارج عن الموضوعية العلمية والبحثية المتجردة

ومنساق ومتسق مع الدعايات الموجهة

لحصر أي فتوى غير محبذة في خانة شخص معين لوصمه بالتشدد

رغم أن تحريم الغناء والمعازف مسألة في التراث الإسلامي تناقش منذ اواخر عهد الصحابة وامتلأت كتب الفقه من كل المذاهب ببحثها والقول بتحريمها

قبل أن يولد ابن عبدالوهاب بألف وثلاثمائة سنة

حتى الكتب المقررة في الأزهر ومعظم المدارس العلمية الشرعية في تركيا وباكستان والمغرب الخ

تنقل مقالات كبار ائمتهم في تحريم المعازف

بل الحنفية الذين هم أكثر المذاهب يرون مجرد سماع الغناء ولو بدون معازف معصية

بخلاف الحنابلة الذين منهم ابن عبدالوهاب فيرى اكثرهم ان سماعه بدون معازف مكروه

بل إني لم أطلع لابن عبدالوهاب على بحوث في مسائل الغناء

لأن معظم دعوته وبحوثه كانت في تحرير الناس من الخرافة وعبادة القبور ومحاربة البدع

وتوجيههم للتوحيد الخالص في العبادة والاتباع المجرد لرسول الله

فالغرض ليس تحرير المسألة

لكن القول تحريم الغناء والمعازف تأثرا بفكر ابن عبدالوهاب قول عاري عن الموضوعية

ولا يمت للواقع والحقيقة بصلة