الجمعة 19 ابريل 2024
تبسم في وجه العيد!
الساعة 02:26 مساءً
احمد عبدالملك المقرمي احمد عبدالملك المقرمي

يأتي العيد مثل فجر يطوي الظلمة، و يبدد الظلام، ومثل غيث همى فكسا الأرض خضرة، و ضمّخها بالعطر والشذى.

 العيد صلة المخلوق بالخالق، صلة تثني شكرا، و تذوب حبا، و تترسخ يقينا، و تلهج حمدا و تكبيرا " ولتكبروا الله ما هداكم ولعلكم تشكرون" ، " كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين ".

 

العيد، و هو مقام شكر و محراب تكبير، هو كذلك حالة تجدد و تجديد، تتجدد ظاهرا نظافة، و طيبا، و ثيابا، وتتجدد باطنا شكرا، و هدى، و تكبيرا، و إحسانا، وإخلاصا "وبشرالمحسنين". 

 

العيد واحة، تأنس فيها الروح، و تأنس معها الأفئدة، فتستريح مع هذا و ذاك النفوس، و تطمئن القلوب، وتطرب المشاعر بفرح ليس كُنْهه ماديات الحياة، و لا مصدره ما يُخْرِجه الطين، و حسب الإنسان أن المشاعر والفرح و الأنْس مصدرها الروح، التي لا تتغذى من مخرجات الطين، و لكنها تتزود من معين ثرٍ، و غزير، بل من معين مطلق " على ما هداكم" فيكون الشكر، و تكون البشرى !

    حقيقة أنس الروح، و صدق طمأنينة القلب ؛ أُفقٌ تتلاشى عنده المحسوسات " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا "، تأمل في غذاء الروح إذن، و تفقد سلامة مصادر السعادة " قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" .

 

فليسعد الجسد بلقمة، أو شربة، أو ملبس ... و لكن سعادة الروح " ولتكبروا الله على ماهداكم " و إلى جانب ذلك عملا تمارسه - أنت - على الأرض، فتمتلئ سعادة، و رضا..  تجد سعادة روحك في العيد؛ بسرور أدخلته على والديك، بفرح ملأت به نفوس أطفالك، بخاطر مصون لا تجرح فيه قلب زوجك، بصلة رحم تداوم عليها، بتبسم تتبادله مع الأهل و الجيران و المجتمع، بإحسان معنوي، أو مادي ... كل ذلك و غيره مما هو على شاكلته مما يغسل الروح و تطمئن به، فتبسم في وجه العيد، فتبسمك في (وجوهه) صدقة !

 


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار